مقداد عبدالرضا
هناك شعور خاطىء عند الكثير من الناس ومنذ فترة ليست بالقصيرة, انهم دائماً يقرنون حب الوطن بالحكومة وفي هذا خطأ فادح, الذي نبّهني الى هذا الأمر هو عملي الأخير في مسلسل عراقي ومشاركة أشخاص من بعض دول الجوار, هذا البعض يعمل معارضاً لنظام البلد الذي يعيشون فيه, ويتكلمون بسلبية تجاهه, لكن ما أن تحاول ان تتحدث بسلب عن بلادهم حتى تجد ان خطأً أحمر التمع وسد الحديث, فالبلاد شيء والحكومة والنظام شىء آخر, نحن للأسف نخلط الأوراق ونروح نهدم ما بني حتى سابقاً, نهدم الشوارع, وننشر الأوساخ, ونحطم المصاعد, ونتكاسل في العمل بحجة أن أداء الحكومة ليس من صالحنا, يا جماعة دعوا الحكومة تذهب لتشرب ماء البحر, إنه الوطن, البلاد, لا علاقة لها بأداء الحكومة, الحكومات, في هذا الصدد تحضرني قصة كنت قد قرأتها منذ زمن تؤكد هذا الخلط غير الصحيح.. لمّا صدر قانون ضريبة الدخل في العام 1927, قامت إحدى العشائر بإعلان الثورة على الحكم القائم, قلع أفرادها قطعاً من السكة الحديد, فإنقطع مرور بغداد, البصرة, ودهش رجال الشرطة من هذا التصرف, ولدى التحقيق, تبين أن رجال تلك العشيرة رجعوا الى الملا عندهم ليوضح لهم ماهية قانون ضريبة الدخل, وكان هذا الرجل جاهلاً فأخبرهم بأن قانون ضريبة الدخل يفرض ضريبة على كل من يدخل على إمرأته, صعقت العشيرة مما سمعت, فإتفقوا على إعلان الثورة على السلطة الحاكمة, ولم يقتنعوا بإيضاح رجال السلطة وتأكيدهم بأن قانون ضريبة الدخل لا علاقة له بدخول الزوج على زوجته, إذ كانت ثقتهم بالملا الذي عندهم أقوى من الثقة برجال الحكومة, إضطرت الحكومة الى إحضار ملالي آخرين من أماكن أخرى أكثر فهما وإعتدالاً, أفمهوهم بواقع الحال وأعادوهم الى الهدوء والسكينة, الآن يا ترى كيف يمكن إعادة الهدوء والسكينة الى ما يحدث من فوضى أكاد أشك بأنها ستنتهي قريباً؟؟