متابعة ـ الصباح الجديد:
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم الأوكرانية أمس الجمعة «غير لائقة».
وهذه هي أول مرة يزور فيها بوتين شبه الجزيرة منذ ضمتها روسيا لأراضيها من أوكرانيا في آذار.
وقال راسموسن للصحفيين خلال زيارة لطالين عاصمة استونيا «أعتقد أن زيارته للقرم غير لائقة».
وأضاف أنه لم يرده تأكيد ملموس بانسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية.
ولمحت وزارة الخارجية الروسية إلى أن راسموسن «يغض الطرف» بعد أن قال إنه لا يرى أي مؤشرات على أن روسيا تسحب جنودها من الحدود الأوكرانية.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ألقى خطابا حماسيا أمام الجماهير في شبه جزيرة القرم خلال زيارته الأولى للإقليم بعد ضمه إلى بلاده.
وتوجه بوتين بخطابه إلى القوات البحرية الروسية، وهنأها بمناسبة ذكرى الانتصار على القوات الألمانية النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال بوتين في خطابه «إنه عام تاريخي بالنسبة لميناء سيفاستوبول، بشبه جزيرة القرم، هو العام الذي قرر فيه أهل البلاد الانضمام إلى روسيا».
وأغفل الرئيس الروسي في خطابه، الذي احتشد له الآلاف، في سيفاستوبول على ساحل البحر الأسود تصاعد التوتر بين روسيا والدول الغربية بشأن الأزمة في أوكرانيا.
ولكن وزارة الخارجية الأوكرانية نددت بالزيارة، قائلة إن روسيا تسعى إلى تصعيد الأزمة.
وكان بوتين، وصل في وقت سابق إلى شبه جزيرة القرم التي كانت روسيا قد ضمتها إليها في آذار الماضي في ظل الاحتفالات التي تقيمها موسكو بمناسبة انتصارها على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية في عام 1945.
وأشاد بوتين خلال الاحتفالات التي نظمتها بلاده في موسكو في وقت سابق بأبطال الحرب العالمية الثانية، متعهدا بالدفاع عن «الوطن الأم».
وقالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، «من المؤسف» أن «يستخدم» بوتين هذه الاحتفالات لزيارة القرم.
ونظمت موسكوأمس الجمعة عرضا عسكريا ضخما في ظل تنامي المشاعر القومية الروسية بعد ضم القرم إلى الأراضي الروسية في أعقاب استفتاء مثير للجدل بشأن استقلالها عن أوكرانيا.
وعرضت روسيا خلال عرضها العسكري مزيدا من المعدات العسكرية مقارنة بما تعرضه في العادة.
ودرجت موسكو على تنظيم عرض عسكري في الساحة الحمراء لتخليد هذا الانتصار الذي تتخلله مشاعر قومية.
وقال الرئيس الروسي مخاطبا الحضور «بفضل عزم وتصميم الشعب السوفييتي، نجت أوروبا من الوقوع في براثن العبودية».
لكن السلطات الأوكرانية لم تشجع على التجمعات العامة في ظل مخاوف من استغلال أنصار روسيا هذه المناسبة للتحريض على الاضطرابات.
ونظمت الاحتفالات في أوكرانيا بشكل هادئ حتى لا تثير مزيدا من الاضطرابات في الجنوب والشرق, وأقيم عرض متواضع في كييف تجنبا لأي اضطرابات محتملة.
وتنفي موسكو أي دور لها في التحريض على الاضطرابات الهادفة إلى الانفصال عن أوكرانيا كما تتهمها الحكومة الأوكرانية.
وعلى مستوى التطورات الميدانية، تحدثت تقارير عن مقتل عدة أشخاص خلال تبادل إطلاق النار بين القوات الأوكرانيىة والانفصاليين في مدينة ماريوبول.
وكانت قوات ألمانيا النازية قد غزت الأراضي السوفيتية قبل أن تتصدى لها القوات السوفيتة وتخرجها منها وذلك في أشرس معارك خلال الحرب.
وتشير تقديرات روسية إلى أن نحو 26.6 مليون مواطن سوفيتي لقوا حتفهم خلال الحرب.