متابعة ـ الصباح الجديد:
شنت طالبان هجوما واسع النطاق، شارك فيه ما يزيد عن 100 مقاتل، على نقطة تفتيش تابعة للشرطة في منطقة نائية غربي أفغانستان، وأسفر الهجوم عن إصابة 11 شرطيا، ومقتل 6 وإصابة 18 مسلحا من طالبان، بحسب تصريحات الشرطة الأفغانية.
وقال نائب قائد الشرطة في ولاية فاراه ديلغان خاكريزوال، إن طالبان هاجمت الموقع في منطقة بالا بولوك في حوالي الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي من يوم أمس الجمعة.
واستولى مسلحون على مدرعة وشاحنة بعد أن أجبروا ما يقرب من 25 شخصا من عناصر الشرطة والجيش على إخلاء الموقع لفترة قصيرة. وتم استدعاء نحو 70 من قوات دعم الشرطة والجيش من عاصمة الولاية للمساعدة في مواجهة الهجوم.
وتخطط القوات الأجنبية للانسحاب من أفغانستان في نهاية هذا العام.
من جانب آخر وبرغم المساعدات الاجنبية التي تقدر بمليارات الدولارات التي تدفقت على أفغانستان على مدى 12 عاما تنهدت ساجدة التي كانت ترتدي نقابا غطاه التراب متسائلة ان كان العالم نسي أفقر الفقراء في شمال أفغانستان الذي لا يعاني من الاضطرابات.
وكشف انهيار أرضي مميت الاسبوع الماضي عن الفقر المدقع في المنطقة الجبلية النائية وسلط الضوء على واحدة من تناقضات المساعدات الغربية فالمنطقة الشمالية التي أيدت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان في 2001 حصلت على مساعدات أقل بكثير من الجنوب والشرق معقل متشددي طالبان.
وخلال العقد الماضي كان الجزء الاكبر من تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ينفق في معاقل المسلحين في اطار استراتيجية واشنطن للفوز «بقلوب وعقول» السكان المحليين.
وقالت ساجدة «نحن الافقر وأسوأ الناس حظا في هذا البلد ولا أحد يبدى اهتماما بنا. نحن المنسيون.» وفقدت ساجدة 12 فردا من عائلتها في الانهيار الارضي الذي قتل مئات الاشخاص في اقليم بدخشان الشمالي.
تصرخ المرأة التي تبلغ 33 عاما وهي تشير الى منازل بنيت بالطوب اللبن نجت من الانهيار الارضي في قرية آب باريك «انظر الى تلك المنازل. هل هي تصلح للسكنى؟»
وينفد الوقت أمام سكان اقليم بدخشان ومعظمهم من الطاجيك والاوزبك – معقل التحالف الشمالي الذي ساعد القوات الأميركية في ازاحة طالبان من السلطة – لاجتذاب مساعدات دولية. ومع استعداد القوات الغربية لانهاء عملياتها في افغانستان فان المانحين الاجانب ينسحبون أيضا.
في بداية العام خفض الكونجرس الأميركي الى النصف المساعدات التي تقدم لافغانستان فيما يعكس التردد المتنامي في الاستمرار في مستوى المساعدات السخية والمخاوف من اهدارها والتلاعب فيها والاستياء ازاء الحكومة الافغانية نفسها.
وخلال العقد المنصرم انتهى المطاف بالحصة غير المتناسبة من المساعدات الأميركية التي تشكل نحو ثلثي اجمالي مساعدات التنمية في افغانستان في الاقاليم الجنوبية حيث استخدمت في تحقيق أهداف سياسية وعسكرية.
وقال مسؤول أمريكي انه بين 2009 و2014 خصص أكثر من 70 في المئة من اموال المساعدات الأميركية التي بلغت نحو 4.7 مليار دولار للجنوب والشرق.
وامتنعت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن الادلاء بتعليق على الفور.
وقال مات والدمان الزميل بتشاتام هاوس للابحاث في لندن «بسبب التدخل نعرف ان المساعدات شوهت بسبب الاولويات العسكرية التي كانت واضحة تماما.» وأضاف «المشكلة هي انه في اغلب الاحوال هذا يقوض فاعليتها».