حسين سامي الجعفري
وأهمسُ لكِ بمهجةٍ
كطيرٍ لم يعُد بإمكانِهِ التّحلّقِ
أرنو إلى خصرِ الكونِ وهو يتمايلُ سُكرةً
في باحةِ الوجع
خصرُكِ الورديُّ
الذي أصقلَ الكونَ بثغرِهِ
لم ينجحِ الاختبارُ!
يا لطيشي!
فلا شفاهُكِ لامست ضمأَ الفؤادِ
ولا عينُكِ تسيلُ الدمعَ مشتاقةً، لرمقِ الودادِ
حيرةٌ وقلقٌ عندَ بابِها الموصودِ
أيّتُها الهادئةُ كهدوءِ ميلٍ، ينتظرُهُ الجميعُ
افتحي لي بابَ خدِّكِ المتجدّدِ
وضمِّني بتأمّلٍ
بينَ قفطانِكِ المعطّرِ بالكولونيا
إنّني لا ضيرَ عندي
إذ أنتظركِ بسنينِ القحطِ، ومرارةِ الصّبرِ
أبحُرَ وحيدًا، عميقًا، ضامئًا
لوصالكِ البليغِ
هذهِ أوراقي، قد ملأَت غرفتي
فشَوقي ووجعي وقلبي كلُّهُ مخطوطٌ عليها
إقرأي ما يطيبُ لكِ، وما يؤلمُ قلبَكِ
أرشفُ ما تبقّى من وهمِ صوتِكِ الأبيضَ
آهٍ لصوتِكِ، كم يُثملُ الفؤادَ
أحانَ وقتُ اللقاءِ؟
أيّتُها المتّقدةُ بسراجِ القمر
بينَ الورودِ، داخلَ حديقةِ الأحلامِ
تجديني أتشظّى، أنتشي على عذابةِ النّسيم
وهو يحملُ لي عطرَكِ، ولهفةَ شوقٍ، قادمةً
من فحوى الوجنتينِ البابليّتين
أتدفّقُ كزيتٍ
إلى عالمِ الدّهشةِ
حيثُ عيناكِ تمطرانِ عذابةً
حيثُ كلُّ قطرةٍ، في ذكرياتِنا الخالدة
موشومةٍ، بل منحوتةٍ، بنحتٍ متيّمٍ