(ريج زون( أسواق النفط نجحت في تجاوز جدار القلق بعد قرار الفائدة

إشارات صعودية

متابعة ـ الصباح الجديد:

اختتمت أسعار النفط الخام الأسبوع الماضي على مكاسب أسبوعية بعد أن هدأت اضطرابات القطاع المصرفي، لكن التعاملات اليومية أنهت التداول على تراجع بسبب توقعات ضعف الطلب، بعد تأكيد الولايات المتحدة أن إعادة ملء احتياطي النفط الاستراتيجي ستستغرق عدة أعوام.
ويستعد وزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” للمشاركة في الاجتماع الوزاري للجنة مراقبة الإنتاج في 3 أبريل المقبل الذي يعقد في ظل توترات واسعة بسبب تداعيات الأزمة المصرفية ومخاوف الركود وسط توقعات بالحفاظ على سياسة خفض الإنتاج القياسية المطبقة منذ نوفمبر الماضي، حيث يخفض 23 منتجا نحو مليوني برميل يوميا.
وفى هذا الإطار، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن أسعار النفط الخام شهدت تحولا ملحوظا في الأسبوع الماضي، حيث إن خام غرب تكساس الوسيط انخفض إلى ما دون 70 دولارا مرة أخرى في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، ويبدو من التراجع الكبير الذي شهدته أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوياتها في عدة أعوام أن أسواق النفط الخام قد وصلت بالفعل إلى القاع وبدأت في صعود مشجع للأعلى على مدار الأسبوعين الماضيين.
وأشار التقرير إلى تراجع معنويات السوق النفطية وتنامي الابتعاد عن المخاطرة في أسواق الأصول، ما أدى إلى فك مطول في مراكز المضاربة في العقود الآجلة للنفط الخام، مشيرا إلى إغلاق الأسعار عند 75 دولارا للبرميل لخام برنت و70 دولارا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط، حيث شهد القطاع تحولا ملحوظا، فقد ارتفع خام برنت من أدنى مستوى في عامين.
وحذر من أن أسعار النفط الخام قد تعيد اختبار أدنى المستويات إذا رفعت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة معدل سياسة رفع أسعار الفائدة بأكثر من الهامش المتوقع على نطاق واسع وهو 25 نقطة أساس، بينما نجحت الأسواق في تجاوز جدار القلق بعد أن جاء رفع الاحتياطي الفيدرالي الأربعاء الماضي متماشيا مع التوقعات.
من جانبه، ذكر تقرير “ريج زون” الدولي أن أسعار النفط ارتفعت هذا الأسبوع مع وعود الحكومة الأمريكية بحماية المودعين في البنوك وعدم وجود مفاجآت من الاحتياطي الفيدرالي، ما أدى إلى تهدئة المستثمرين.
وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط الخام لا تزال متقلبة، وطالما ظلت المخاوف المصرفية في طليعة الأسواق فقد يكون لأساسيات النفط الخام تأثير محدود في تحركات أسعاره لافتا إلى أن الخام وجد دعما هذا الأسبوع بعد عدة أسابيع من الضغط المستمر ويبقي الخوف من الركود والتداول المتقلب عديدا من المستثمرين في وضع الانتظار والترقب.
وأوضح أن المستثمرين وجدوا أيضا إشارات صعودية هذا الأسبوع مع ارتفاع الصادرات الأمريكية من النفط الخام والمنتجات المكررة إلى مستوى قياسي بلغ 12 مليون برميل يوميا، ما يشير إلى توقعات طلب أكثر تفاؤلا، لافتا إلى أنه في غضون ذلك مددت روسيا خفض إنتاجها من النفط الخام بمقدار 500 ألف برميل يوميا حتى يونيو المقبل.
واعتبر أسعار الخام تواجه ضغوطا متواصلة من إشارات جديدة من التوتر في القطاع المصرفي، الذي تسبب في ابتعاد المستثمرين عن الأصول ذات المخاطر العالية قبل نهاية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنه لا يزال الخام في طريقه إلى تسجيل أكبر انخفاض له في الربع الأول منذ 2020 عندما قضى الوباء على الطلب، ويعد الركود الأمريكي المحتمل والتدفقات القوية للخام الروسي في مواجهة العقوبات الغربية والاضرابات والاحتجاجات في مصافي التكرير في فرنسا قوى هبوطية كبيرة.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط الجمعة مع تراجع أسهم البنوك الأوروبية وبعد أن قالت جنيفر جرانهولم ‏وزيرة الطاقة الأمريكية “إن إعادة ملء احتياطي البترول ‏الاستراتيجي الأمريكي قد تستغرق أعواما، ما يقوض توقعات الطلب”.‏
وانخفض سعر خام برنت 92 سنتا أو 1.2 في المائة، إلى 74.99 دولار للبرميل، ‏وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 70 سنتا أو 1 في المائة، إلى 69.26 ‏دولار للبرميل.‏
وارتفع الخامان في الأسبوع الماضي بعد أن هدأت اضطرابات القطاع المصرفي، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.8 في المائة، هذا الأسبوع فيما صعدت العقود الآجلة ‏للخام الأمريكي 3 في المائة، وسجل كلا الخامين أكبر انخفاض لهما منذ شهور في ‏الأسبوع الماضي.‏
وتراجعت أسهم البنوك في أوروبا مع تضرر “دويتشه بنك” ومجموعة UBS‏ بشدة ‏من مخاوف استمرار أسوأ المشكلات في القطاع منذ الأزمة المالية 2008.‏ وعقدت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية اجتماعا لم يكن موضوعا بشكل ‏مسبق على جدول الأعمال لمجلس مراقبة الاستقرار المالي صباح الجمعة.‏ وارتفع الدولار 0.6 في المائة، مقابل العملات الأخرى، ما جعل النفط الخام أكثر تكلفة ‏لحاملي العملات الأخرى. ‏
وأعلن البيت الأبيض في أكتوبر أنه سيعيد شراء النفط لاحتياطي ‏النفط الاستراتيجي عندما تصبح الأسعار في نطاق 67 – 72 دولارا للبرميل أو أدنى ‏من ذلك.‏ وقالت جرانهولم لأعضاء مجلس النواب الخميس “إنه سيكون من الصعب ‏الاستفادة من أسعار النفط المنخفضة هذا العام لزيادة المخزونات التي وصلت حاليا ‏إلى أدنى مستوى منذ عام 1983 بعد مبيعات بتوجيهات من الرئيس جو بايدن في ‏العام الماضي”.‏
وتلقى النفط بعض الدعم جراء توقعات تعافي الطلب من الصين، إذ قالت مجموعة ‏جولدمان ساكس “إن الطلب على السلع الأولية يرتفع في الصين، أكبر مستورد للنفط ‏في العالم، مع تجاوز الطلب على النفط 16 مليون برميل يوميا”.‏
وفي الوقت نفسه قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي “إن خفض إنتاج ‏روسيا النفطي 500 ألف برميل يوميا المعلن سابقا سيكون من مستوى الإنتاج ‏البالغ 10.2 مليون برميل يوميا في شباط “، حسبما ذكرت وكالة “ريا نوفوستي” ‏للأنباء.‏
ويعني ذلك أن روسيا تهدف إلى إنتاج 9.7 مليون برميل يوميا في الفترة من ‏آذار إلى حزيران ، وفقا لنوفاك، وهو ما سيكون خفضا أقل بكثير للإنتاج مما ‏أشارت إليه موسكو سابقا.‏
ومن جانب آخر، ارتفع العدد الإجمالي لمنصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار أربع منصات هذا الأسبوع. وقال تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر “إن إجمالي عدد الحفارات ارتفع إلى 758 هذا الأسبوع – 88 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في عام 2022 و317 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019 قبل انتشار الوباء”.
ولفت إلى زيادة حفارات النفط في الولايات المتحدة بمقدار أربعة حفارات هذا الأسبوع لتصل إلى 593 فيما بقيت منصات الغاز على حالها عند 162 كما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها، مشيرا، إلى ارتفاع عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار ثلاثة حفارات علاوة على زيادة الأسبوع الماضي بمقدار سبعة حفارات بينما بقيت الحفارات في “إيجل فورد” على حالها.
ونوه بارتفاع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار مائة ألف برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 17 مارس إلى 12.3 مليون برميل يوميا، وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، حيث زادت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 700 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة