رغم انهن يشكلن نصف السكان.. اكثر من 28 % من نساء البلاد خارج سوق العمل

بغداد – الصباح الجديد:
احتلت البلاد المرتبة الثانية بين الدول العربية في نسبة بطالة النساء، بعد دولة الأردن التي جاءت في المرتبة الأولى.
وبحسب إحصائية لوكالة الشرق بلومبيرغ، استندت في جمعها الى الدوائر الإحصائية في الدول العربية، احتلت الأردن المرتبة الأولى في» أعلى نسبة للبطالة بين النساء بين الدول العربية، وبواقع 31.7%، وجاءت السعودية ثالثا بنسبة بطالة تبلغ 20.5%، وتراوحت نسب بطالة النساء في تونس ومصر والمغرب، ما بين 20.1% و19.3% و18.8% على الترتيب، بينما انخفضت النسبة في البحرين إلى نحو 10%».
وبعد التدقيق في نسبة بطالة النساء في البلاد وبحسب احصائية وزارة التخطيط لعام 2022، فان «معدل بطالة النساء في العراق بلغ 28.2% وهو ضعف معدل بطالة الذكور الذين بلغت نسبتهم14.7%»، وهذا ما يعني ان البلاد تحتل المرتبة الثانية بين الدول العربية في بطالة النساء.
وتشكّل نسبة النساء العراقيات العاملات في القطاع الخاص، حوالي 29 بالمئة من المجموع الكلي للعاملين في القطاع، بحسب ورقة بحثية ل‍مركز النهرين للدراسات والأبحاث الاستراتيجية.
وعلى الرغم من أن نسبة النساء في المجتمع العراقي تقارب 49 بالمئة من إجمالي السكان، إلا أن فرصهن في سوق العمل لازالت ضئيلة، إذ لا تتجاوز نسبة النساء العاملات حدود 15 بالمئة من حوالي العشرين مليون امرأة عراقية، بينما تقع 85 بالمئة منهن ضحايا عوامل موضوعية تحجّم دورهن في المجتمع عموما وسوق العمل تحديدا، على الرغم من ان نسبة مشاركة النساء في مؤسسات الدولة تمثل نصف العدد الكلي، وفق ما رصدته إدارة التدريب في المركز الوطني لوزارة التخطيط، بحسب آخر إحصائية لها.
وبحسب دراسة قدّمها الجهاز المركزي للإحصاء، فإن 20 بالمئة من النساء العراقيات قد تعرضن للتعنيف الأُسري، بينما تُحصي المفوضية العليا لحقوق الإنسان حوالي خمسة آلاف حالة تعنيف للنساء في عام 2021، وهو ما يعتبره متخصصون سببا رئيسيا يُضاف إلى جملة عوامل أخرى تعرقل تمكين النساء عن الدخول في سوق العمل».
وعلى الرغم من كل ما تقدم، الا ان اغلب الاحصائيات بشأن العمل في البلاد، سواء تعلق الامر بالنساء ام الرجال، لا يعتد بها، لأنها تعتمد الحصول على الأرقام والمعلومات من مصادر لا تتسم بالدقة، فحسب مسؤول في التخطيط، آثر عدم الكشف عن اسمه: «يكون احتساب العاطلين عن العمل من خلال احتساب نسب الخريجين الذين لم يحصلوا على فرصة توظيف، بالإضافة إلى المتقدمين الى طلب منح الرعاية الاجتماعية، وهذان الامران لا يعطيان نتائج حقيقية، لأن هناك ملايين المواطنين ممن لا يكملون دراستهم الجامعية، وآخرين لا يتقدمون على طلب منح الرعاية الاجتماعية، بالتالي فإن الأرقام الحكومية الخاصة بالبطالة ليست دقيقة أبداً».
وفي هذا الصدد تنبغي الإشارة الى ان ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، ريتا كولومبيا، كانت اشرت في وقت سابق، ارتفاع نسبة النساء اللواتي لا يعملن إلى 91%.
وقالت «وفقاً لنتائج المسح الثاني للمرأة العراقية الذي أنجزناه بالتعاون مع وزارة التخطيط العراقية في عام 2021 وأخذنا من خلاله عيّنات أُسر من جميع مدن العراق، فإن نسبة 90.8 % من نساء العراق خارج سوق العمل».
وبالنتيجة، ومهما كانت الأرقام، لن يمكن الحصول على ارقام دقيقة بشأن بطالة النساء او الرجال، الا بعد اجراء التعداد السكاني، وحتى تنفيذ التعداد يبقى نصف المجتمع في البلاد معطلا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة