اطرد الحسد عنك

  • 1 –
    مِنْ أخبث الأمراض وأشدها فتكا بأصحابها داءُ الحسد … هذا الداء القديم الجديد الذي لا يخلو منه عصر من العصور، ولم تسلم به بقعة من الأرض ..!!
    وقد قيل عن الحسد : ( ما أَعدَلَه بدأ بصاحبه فقتله )
  • 2 –
    والحسد آفة عابرة لِكُلّ العناوين والاّ فكيف تُفسر حسدَ الأخ الشقيق لأخيه؟
    وهل غاب عنك أنَّ ( قابيل ) قتل أخاه ( هابيل ) حسداً ،
    وحكايةُ أخوةِ (يوسف) معروفة يكاد لا يجهلها أحد .
  • 3 –
    قد ينشأ الحسد من الفارق الكبير بين المحسود والحاسد، وقد قيل :
    ( كُلُّ ذي نعمةٍ محسود )
    فالمحروم من النعم قد يتميز غيظا مِنْ صاحب النعمة، ويصطلي بنار الحسد التي يحرقة أورُاها وتؤرقه أوضارُها .
    وقد يكون الخاسر ناقما على المحسود لتقدمه عليه علمياً او اجتماعيا.. وهو يحاول اللحاق به ولا يستطيع أنْ يصل الى ما وصل اليه .
    ومن هنا قال الشاعر مخاطبا أميرَ المؤمنين الامام عليَّ بن ابي طالب (ع) :
    انْ يحسدوكَ على عُلاكَ فانّما
    متسافِلُ الدرجاتِ يحسدُ مَنْ علا
  • 4 –
    يكشف الحاسد أحيانا عن وصول الحسد لديه الى درجة يفقد معها العقلانية والذكاء فيزري بنفسه كواحدٍ من أغبى الأغبياء .
    ومن الطريف هنا ان انقل لكم هذه الحكاية :
    في لندن وفي تسعينيات القرن الماضي ألقيتُ خطاباً حماسيا في تجمع عراقي معارض، فانبرى أحدهم – وكان يعتبر نفسه من ذوي اللياقات العالية – الى صديق لي وقال له :
    ” انها نعم الكلمة
    ولكنْ :
    مَنْ الذي كتبها له ؟ “
    انه يراني ارتجل الخطاب ارتجالا ويسأل من الذي كتب له الخطاب ؟
    وهكذا تعمى القلوب .. قلوب الحساد والمعاندين والجاحدين .
  • 5 –
    إنَّ الموضوعية والانصاف وتوطين النفس على الاعتراف بالأخر، صفاتٌ تعود على أصحابها بالمردودات الايجابية الكبرى ، ومن أهمها الاطمئنان والسكينة النفسية بعيداً عن كل الشوائب والرواسب الدنيئة.
    ولابد من ترويض النفس وكبح جماحها للوصول الى مرافئ الاعتدال والتوازن والسلامة تجنباً لأهوال المعاناة الصعبة التي لا يعقبها الاّ الخسران المبين .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة