صناعة النفط والغاز مرشحة لتعزيز إنتاجها خلال العام الحالي

رغم مخاوف الركود

متابعة ـ الصباح الجديد :

توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعدما أغلق النفط تعاملات الأسبوع الماضي على خسائر حادة بنحو ثمانية في المائة، وهو أكبر انخفاض أسبوعي لخام برنت والخام الأمريكي في مستهل عام جديد منذ 2016.
وأوضح المحللون أنه في بداية العام الجاري كانت هناك عوامل عدة تلعب دورا في تحديد الاتجاه قصير ومتوسط الأجل لأسعار النفط هذا العام، مشيرين إلى أن السوق تحت ضغوط من مخاوف العرض والطلب وتشديد السياسة النقدية على مستوى العالم وتوقعات حدوث تباطؤ في النمو الاقتصادي وزيادة الركود المحتمل، وذلك على الرغم من إعادة فتح الصين بعد موجة الخروج من فيروس كوفيد وتأثير ذلك في دعم أسعار النفط الخام.
وأشار المحللون إلى تراجع أسعار النفط الخام تسعة في المائة في أول يومين تداول وذلك في أسوأ بداية لعام منذ 1991، كما انخفض سعر خام برنت إلى ما دون مستويات العام الماضي للمرة الأولى منذ عامين.
وفى هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش إيه لخدمات الطاقة: إن التقلبات السعرية تبقى مسيطرة على السوق خاصة بعد الخسائر الحادة في ختام الأسبوع الماضي بسبب مخاوف الركود المرجحة في العام الجديد، وتحديدا في ضوء عدم تخلي بنك الاحتياطي الفيدرالي عن موقفه المتشدد وتصميمه على محاربة التضخم من خلال زيادات متوالية في أسعار الفائدة.
وذكر أنه يبدو أن الاتجاه الصعودي لأسعار النفط محدود في ضوء أن بيانات التضخم التي تم تلقيها في تشرين الأول وتشرين الثاني أظهرت انخفاضا مرحبا به في الوتيرة الشهرية للزيادات في الأسعار، موضحا أن السوق تتطلع إلى أن التضخم سيصبح على مسار هبوطي مستدام.
من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية: إن خسائر أسعار النفط الخام قد تستمر بعض الوقت، حيث لا تزال المخاوف بشأن الركود قائمة، كما يضيف الطلب الضعيف الحالي على النفط في كل من الولايات المتحدة والصين إلى التوقعات الهبوطية الفورية لأسعار النفط.
وأشار إلى أن محدودية تراجع الإنتاج الروسي كانت داعمة للانخفاضات السعرية، حيث لعب النفط الخام الروسي المتاح بسهولة دوره في الانخفاض المستمر للأسعار وكذلك فعل الإفراج الواسع عن احتياطي البترول الاستراتيجي في الولايات المتحدة، لافتا إلى أن هذه العوامل قد تستمر في التأثير في السوق خلال العام الجاري.
ومن ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة: إن شركات الطاقة والدول المنتجة من المتوقع أن تواصل تحقيق أرباح قياسية طوال 2023، فضلا عن تطوير قدرتها في مجال الطاقة الخضراء لدعم الانتقال التدريجي بعيدا عن الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن الحرب الروسية – الأوكرانية غيرت أسواق الطاقة وخفضت توافر الطاقة وزادت الأسعار، موضحا أن ارتفاع الإنتاج إلى جانب استمرار ارتفاع الأسعار أديا إلى نتائج مالية قوية للغاية للشركات، كما حلت النرويج محل روسيا في الأسواق الأوروبية بحصة جيدة بسبب العقوبات المفروضة على الطاقة الروسية، ومثال على ذلك شركة أكوينور، التي أصبحت المورد الرئيس للغاز إلى أوروبا في 2022، ما قلل من حصة شركة غازبروم الروسية في السوق.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية: إن صناعة النفط والغاز ستستمر في العام الجديد في تعزيز إنتاجها، وتحقيق أرباح قياسية في معظم الدول المنتجة.
وأضافت أن الشركات الدولية تعمل على مصادر الطاقة المتجددة، لكنها لا تزال تدير مشاريع نفط وغاز واسعة النطاق ومربحة للغاية استجابة للطلب العالمي المتزايد على الطاقة، حيث لا تزال الدول المنتجة تعتمد بشكل كبير على ثروتها من النفط والغاز بعد ارتفاع أرباح أغلب المنتجين خلال العام الماضي بفضل قفزات أسعار النفط والغاز، لكن هذا يساعد أيضا على ضخ الأموال في تنمية قدرات الطاقة المتجددة.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تباينت أسعار النفط عند تسوية تعاملات ستة كانون الثاني ، مسجلة خسائر أسبوعية حادة.
وعند التسوية، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.2 في المائة إلى 78.57 دولار للبرميل، فيما ارتفعت عقود الخام الأمريكي 0.1 في المائة مسجلة 73.77 دولار للبرميل.
أما على أساس أسبوعي، تراجع كل من برنت ونايمكس بأكثر من 8 في المائة، وهو أكبر انخفاض أسبوعي لهما في مستهل عام جديد منذ 2016.
وكانت بيانات “بيكر هيوز” قد أظهرت إغلاق ثلاث منصات للتنقيب عن النفط في أمريكا إلى 618 منصة هذا الأسبوع، رغم توقعات زيادتها عند 623 منصة.
وقال ستيفن برينوك المحلل في “بي.في.إم”: إن سوق النفط ربما تستعيد بعض الهدوء بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها في وقت سابق هذا الأسبوع رغم أن احتمالات الصعود لا تزال محدودة، على الأقل على المدى القريب.
وأشار تقرير “بيكر هيوز” إلى انخفاض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 7 هذا الأسبوع، حيث انخفض إجمالي عدد الحفارات إلى 772 هذا الأسبوع – 184 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2022 و303 منصات أقل من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.
ولفت التقرير إلى انخفاض حفارات النفط في الولايات المتحدة بمقدار ثلاثة هذا الأسبوع إلى 618، كما انخفضت منصات الغاز بمقدار اربعة لتصل إلى 152 حفارات مختلفة، بينما ظل عدد الحفارات في حوض بيرميان وإيجل فورد كما هو.
ونوه التقرير إلى ارتفاع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى مستوى 12.1 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 30 كانون الأول ، وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، حيث ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 300 ألف برميل فقط مقارنة بالعام الماضي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة