آلة الناي تطربني وتترجم احزاني بما تحمل من شجن

شكر مرزوك العبيدي:

حاوره – سمير خليل:
من جيل العمالقة، الجيل الذهبي في الزمن الذهبي للأبداع العراقي، جيل السبعينيات عندما كانت الذائقة تعج بالأغاني والاسماء والالحان.
بنايه الصغير كان يجلس خلف الكبار وسط اوركسترا الكبار، ورغم كونه تشكيليا يغازل الالوان الا انه اختار آلة الناي وتحكم بنغماتها التي لا تصدح الا مع نافخ محترف، هو اليوم ،اضافة لمناجاته آلته الاثيرة فهو يستذكر مبدعين عراقيين مستعرضا حياتهم وسجل عطائهم بذاكرة متوقدة وقلم امين.
انه شكر مرزوك العبيدي عازف الناي المعروف حاورناه لندخل معا عالم النغم وآلة الناي التي يقول عنها:
القصبة أو الناي، من الآلات الموسيقية الرئيسية في الموسيقى العربية وتستعمل في التخت الموسيقي ويعود تاريخ استعمال هذي الآلة قبل 5000 عام تقريبًا فهي أول آلة موسيقية عُرفت في التاريخ ، ويعود أصل تسميتها للقصب وهي كلمة فارسية ، هي عبارة عن قصبة مجوفة ومفتوحة الطرفين طولها 45 سم ويتم تناقص القطر بالتدريج من الأسفل للأعلى “، ويضيف” لآلة الناي ستة ثقوب تكون جميعها على استقامة واحدة أما الثقب السابع فيكون في المنتصف من الخلف حتى يتمكن العازف من الإبهام، مع الوقت تغيرت إمكانيات هذه الآلة وتنوعت أصواتها وكذلك نغماتها حتى أصبح الناي يُصنع من المعدن، وتعد آلة كوش ناي من أقدم الآلات المستعمة اليوم ومنشأها تركيا وهي عبارة عن أنبوبين ملتصقين ببعضها البعض”.

*كيف توطدت علاقتك بهذه الآلة؟
” منذ صغري وانا احب هذه الاله وذلك للشجن الذي تحمله، كنت شغوفا بها وكأنها تترجم احزاني مرة، ومرة اخري تطربني وتشرح لي صدري، معادلة غريبة فعلا لم اعزف علي اله اخرى كنت متفرغا لها وكنت اتمرن بحدود 8 ساعات كل يوم رغم اني فنان تشكيلي خريج معهد واكاديمية الفنون الجميلة فرع الرسم، الان انا ادرسها لطلاب موهوبين في بيتي من دون مقابل، اتمرن قليلا لان كل شيء تغير في العراق، لا توجد مجالات لإقامة الحفلات او أستوديوهات للتسجيل الا ما ندر، تأثرت بعازف الناي خضر الياس ومحمود عفت العازف المصري الكبير”، ويضيف ” انا اعزف على هذه الاله منذ بواكير عمري ولكن بشكل غير علمي، كنت اثقب القصبة عشوائيا واعزف، المهم كنت فقط اريد ان اسمع نفسي، ولكن بعدها تغير كل شيء بعد دراستي لهذه الاله بشكلها العلمي الصحيح، في سنة 1967 كنت اعزف مع فرقة المعهد واشترك بحفلات مع الفنان الكبير فاروق هلال، في سنة 1970 كنت اعزف في برنامج ركن الهواة، وفي سنة 1971 اختارني روحي الخماش كعازف صولو في فرقه الموشحات مع كبار العازفين رغم اني في وقتها كنت صغيرا في العمر بالنسبة اليهم بقيت في الفرقة بحدود سنه ونصف سحبت الي فرقة التلفزيون المركزية الي ان تقاعدت وظيفيا بعد بلوغي 63 سنه”.

*لمن تدين بالفضل لتعليمك وصقل موهبتك؟
” تتلمذت علي يد أساتذة عده منهم صباح الفلفلي في كربلاء وهو من علمني قراءة النوتة بشكلها العلمي الصحيح، اما الدراسة المهمة في حياتي والتي نقلتني نقله كبيره اوصلتني بان اكون عازفا محترفا واوصلتني الي الفرقة الموسيقية للتلفزيون فكانت بفضل استاذي السوري عازف الناي الكبير سلام سفر الذي كان حينها مدرسا لهذه الاله في معهد الفنون الجميلة”.

*اشهر عازفي الناي من العراقيين والعرب؟
أشهر العازفين العراقيين هم خضر الياس، حكمت داوود، خضير تقي، عدنان عبد الله، علاء مجيد، محمد مرزوك، اما أشهر العازفين العرب لهذه الاله فهم محمود عفت، سلام سفر، سيد سالم في فرقه ام كلثوم، وحسين فاضل”.
جدير بالذكر ان سيرة مبدعنا شكر تشير الى انه عمل مع كبار المطربين العراقيين والعرب ولسنين طويله، مثل العراق كموسيقي ضمن الفرقة المركزية للتلفزيون في حفلاتها لأكثر من 40 دوله ضمن اسابيع ثقافيه تقيمها سفاراتنا في خارج العراق، كذلك في سفرات خاصه مع مطربين من البلاد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة