سلمان داود محمد في ذمة الخلود

بغداد ـ الصباح الجديد:

رحل عن عالمنا يوم أمس الشاعر العراقي سلمان داود محمد، بعد صراع مرير مع المرض. وقد نعى اتحاد الأدباء الشاعر، عبر بيان نشره في موقعه الرسمي جاء فيه:
يمثّل الشاعر سلمان داود محمد تجربةً مهمة من التجارب الشعرية التي اتخذت الحداثة طريقاً لها، فنصوصه من البصمات المعروفة لقصيدة النثر، إذ تنتهج بأسلوبها المبني على المفارقة محاور عدّة تباغت ذائقة القارئ بشحنتها الإبداعية،
تنفتح قصيدته لتجذب المسرح والسينما والأجناس الفنية المجاورة، لعدم توقفه عند حدود البلاغة اللغوية الكلاسيكية، فسلمان من مبتكري الموقف الشعري لغوياً وأدائياً، وما لا ينساه له الجمهور المحب له، مواقفه وهو يطلق الحمائم من صدره في إحدى المهرجانات، فضلاً عن إحراقه قميصه احتجاجاً على الانفجار الآثم الذي أودى بحياة الناس والكتب والحضارة في شارع المتنبي، وغير ذلك كثير..
وداعاً أبا عماد..
وداعاً يا سادن الباب الشرقي..
وداعاً أيها السيكارة الملوّنة بالعطر..
وداعاً أيها المختلف المشاكس الصعب الأصيل..
وداعاً فقد حققتَ نبوءتكَ حين قلت:

  • أنا شاعرٌ ولد في بغداد وسيموت فيها
    تبكيك بغداد وكل المدن، فرحيلُ شاعر مثلك يعادل رحيل الهواء في ندرة المتنفّس النقي. وقد نعت وزارة الثقافة هي الأخرى الشاعر عبر بيان نشر عبر موقع الوزارة جاء فيه:
    تنعى وزارة الثقافة والسياحة والاثار الشاعر سلمان داود محمد الذي توفي الأحد الماضي بعد معاناة مريرة مع المرض.
    الشاعر سلمان داود محمد من مواليد بغداد صدرت أولى مجاميعه الشعرية عام 1995 وكانت بعنوان « غيوم أرضية «، ثم توالت بعدها.»علامتي الفارقة « عام 1996 ، و»ازدهارات المفعول به» عام 2007
    مثّل الشاعر سلمان داود محمد تجربةً مهمة من التجارب الشعرية التي اتخذت الحداثة طريقاً لها، فنصوصه من البصمات المعروفة لقصيدة النثر، إذ تنتهج بأسلوبها المبني على المفارقة محاور عدّة.
    وكتب الشاعر شوقي عبد الأمير في صفحته الرسمية قائلا:
    سلمان داوود محمد
    سلمان ، اعرف انك كنت تتأهب للرحيل في كل خطوة ترتجلها
    سلمان ، اعرف انك كنت شاعرا عراقياً في كل كلمة تكتبها
    سلمان، اعرف انك كنت عاشقا ابديا في كل خفقة قلب
    سلمان، اعرف انك كنت غريبا تحت كل اشراقة شمس
    سلمان، اعرف انك كنت تضحكُ نازفاً بصوتٍ دام
    سلمان، اعرف انك كنت تمشي فوق سجادة روحك لا على الارض
    سلمان ، اعرف انك كنت وحيدا في صراخك وعراقاً في المك
    سلمان، اعرف انك عانقت جرحك كعاشق حتى الموت
    ولهذا لم تمُتْ يا سلمان
    لقد قُتلِتَ حزنا وكمدا
    اختنقت صبراً وانتظاراً
    ورحلتّ صوتاً فرداً..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة