عبد الأمير محسن
الذاكرةُ – لحظة ً ما –
لا تبالي
أين تنزف أوقاتها الأخيرة ،
بعضُ الذكرياتِ لا تقاويمَ لها ..
كذلك
لا أيامَ تتزين لمواعيدَ هرمة ..
الملامحُ
التي تتآكلُ على وجهكَ المجعّد
لا ترتدي
من صورتكَ الأولى
غيرَ خطوط ٍ أليفة
وبعضِ أقنعةٍ عجوز ..
لذلك
لا تبالي أيضا تلك المرايا المسنّة
بسنينك التي تتسللُ
خلف زجاجها المتأكسد ..
لا معنى أن تمنح عينيكَ – إذن-
وهم َ حياة ٍ أخرى ،
والصورة ُ لم تبصر بعد
ما تقدّمَ من ذنبكَ
أو تأخر..
قناع أول
لستَ سليلا ً لنبي متأخر
يمنحك العمرَ مؤجلا حتى موتٍ قادم
أو مجنونا يمنح لحيتهُ وهْمَ الحرية ..
لستَ سوى -لحظة صمت –
لحياةٍ لم تحزن بعد ..
قناع ثان
الذاكرة – لحظة ً ما –
جدران ٌ
لنافذة ٍ سوداء
وبعضُ أمنياتٍ تلوذ بضوءٍ تائه
لذلك
لا زاوية َ أليفة َ
تفتقد غيابكَ المعتم
رغم نواياك التي تتوهج
مثل أدعيةٍ صوفية ..
قناع ثالث
تراودك دائما
بقاياكَ التي لا تشيخ
لحظة تغفو في أرق مشاكس
تلك الرغباتُ التي تتراكم مثل أخطاءٍ بريئة
بانتظار توبة ٍ ليست أخيرة ..
قناع رابع
العزلة تترقب ..
لحظة تنزف رصيدَك
– غيرَ الصالح –
بحماقاتٍ لا تنتهي ..
قناع خامس
تستعير وجهكَ الدامس
لحظة يغتسل الجسدُ أخيرا
بمآتم
لا تنتمي
لكل هذا الظلام …
قناع سادس
لستَ نادما
لأنكَ تحتفي بموتك العاطل ..
ما حولكَ
يرحل أيضا
لكنك أدمنتَ النوم بنهاراتٍ عاقر ..
قناع ( ليس الأخير)
لكَ فكرةُ أن تموتَ نبيا
بعضُك يُوحى إليه
وبعضُك لم يتيقن بعد …