ثأر مزدوج يهدد بايرن ميونيخ أمام باريس سان جيرمان

سيلفا وبيبي.. عجوزان أمام لحظة المجد

العواصم ـ وكالات:

تصب معظم الترشيحات في كفة بايرن ميونيخ، عندما يلاقي باريس سان جيرمان، في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا مساء اليوم الاربعاء.. وبرغم أن المواجهة مكررة لنهائي العام الماضي، إلا أن عامل التاريخ والخبرات والاستقرار الفني والخططي، يضع للعملاق البافاري قدمًا في الدور قبل النهائي.البافاري يعاني من ضربة مؤلمة بين صفوفه، تتمثل في غياب هدافه روبرت ليفاندوفسكي، الفائز بجائزتي أفضل لاعب في أوروبا والعالم للعام الماضي.
ولذا لن تكون مهمة هانز فليك المدير الفني للفريق الألماني، سهلة، علمًا بأن باريس يعاني من غيابات بارزة بين صفوفه مثل الثنائي ماركو فيراتي وأليساندرو فلورينزي لإصابتهما بفيروس كورونا، ولاعب الوسط الأرجنتيني لياندرو باريديس بسبب الإيقاف.وبخلاف أزمة الغيابات في صفوف الفريقين، هناك ثأر مزدوج يعقد من مهمة العملاق البافاري ونجومه ومديره الفني، يستعرضه كووورة في هذا التقرير:
في العام الماضي، احتفل البي إس جي بمرور 50 عامًا على تأسيس النادي، كما تأهل الفريق لنهائي دوري الأبطال، لأول مرة في تاريخه.لكن بايرن ميونيخ أفسد الليالي التاريخية وخطف كأس البطولة بهدف سجله كينجسلي كومان، الذي وجه لناديه القديم، طعنة في مقتل وسط ظروف استثنائية للغاية بسبب جائحة كورونا.وعاش نيمار ومبابي ودي ماريا ورفاقهم، ليلة لا تنسى في 23 آب الماضي، ووصل الأمر ببعضهم إلى البكاء على منصة التتويج، وهم ينظرون للكأس ذات الأذنين بحسرة شديدة.
وبعد الاستفاقة من الصدمة المؤلمة، خرج نيمار ومبابي ليؤكدان أنهما مستمران لموسم رابع مع النادي الباريسي، من أجل الوصول مجددا لنهائي دوري الأبطال.رياح الثأر تهب أيضًا على الفريق الألماني من جهة أخرى، تتمثل في ماوريسيو بوكيتينو المدير الفني للفريق الباريسي.
وفي الموسم الماضي أيضًا، تسبب بايرن ميونيخ في جرح غائر لبوكيتينو عندما كان مدربًا لتوتنهام هوتسبير، والذي انهزم أمام العملاق الألماني 2-7 في دور المجموعات.وشوهت هذه الخسارة الثقيلة، مسيرة بوكيتينو مع السبيرز، والتي استمرت 263 مباراة على مدار أكثر من 5 مواسم كاملة، وكانت سببًا دفع إدارة النادي اللندني لإقالة المدرب الأرجنتيني في أوائل تشرين الثاني 2019.
ولذلك ستكون أنياب المدير الفني لسان جيرمان، بارزة أمام بايرن، لرد اعتباره من جهة، وإثبات أن الفوز العريض الذي حققه على برشلونة بنتيجة 4-1، لم يكن صدفة.
إلى ذلك، يتطلع كل من تشيلسي وبورتو إلى الاستفادة من عناصر الخبرة الموجودة لديهما، عندما يلتقيان مساء اليوم، في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. الأنظار ستكون شاخصة بالتحديد إلى اثنين من أفضل مدافعي العالم، واللذين لهما صولات وجولات في ملاعب أوروبا، الأول هو مدافع تشيلسي تياجو سيلفا، والثاني هو مدافع بورتو بيبي.
يسعى اللاعبان لأداء دور مهم في صعود فريقيهما إلى دور الأربعة، في مواجهة مجموعة من المهاجمين الذين يتمتعون بالسرعة والمهارة، وبالتأكيد فإن خبرتهما سيكون لها أكبر الأثر في العبور إلى الدور التالي.
بالنسبة إلى تياجو سيلفا، فإنه يأمل في تحقيق حلمه بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا قبل انتهاء مسيرته، بعدما باءت محاولاته السابقة بالفشل، لا سيما العام الماضي، عندما وصل مع فريقه السابق باريس سان جيرمان إلى المباراة النهائية قبل الخسارة أمام بايرن ميونيخ (0-1).. دخل سيلفا حينها التاريخ، باعتباره أول لاعب برازيلي يرتدي شارة القائد في نهائي الأبطال، وهو أمر قد يتكرر خلال العام الحالي، في حال تمكن تشيلسي أولا، من اجتياز حاجز بورتو.
لمباراة بورتو أهمية كبيرة بالنسبة لسيلفا، فهو الذي انتقل إلى النادي البرتغالي وهو في سن العشرين، دون أن يلعب مباراة واحدة مع الفريق الأول، فخاض 14 مباراة مع الفريق الرديف، لتتم إعارته بعدها لدينامو موسكو الذي لم يخض معه مباراة واحدة، قبل أن يعود للبرازيلي ويتألق في صفوف فلومينينزي، ما أمن له انتقالا مريحا إلى ميلان العام 2009.
مع الـ»روسونيري»، تحول سيلفا إلى واحد من أفضل مدافعي العالم، فقضى معه 3 مواسم ناجحة، وفاز معه بلقب الدوري الإيطالي الموسم 2010-2011، قبل أن يحزم حقائبه متوجها إلى العاصمة الباريسية، حيث ارتدى شارة القائد لسنوات عديدة، دون أن يتمكن من تحقيق حلم ملاك النادي، في الصعود إلى منصة التتوريج القارية.أما بيبي البالغ من العمر 38 عاما، فعاد إلى واجهة الكرة الأوروبية هذا الموسم مع بورتو الذي قدم معه أداء نموذجيا في دوري الأبطال، لا سيما أمام يوفنتوس في الدور ثمن النهائي.
ما يزال بيبي يحتفظ بسمعته كمدافع شرس لا يهاب أحد، ومع انخفاض مردوده البدني نتيجة تقدمه في العمر، بات الدولي البرتغالي أكثر قدرة على إدارة مجهوده خلال المباريات، كما أنه أصبح أكثر هدوءا من ذي قبل.هذه هي الفترة الثانية التي يقضيها بيبي في صفوف بورتو، حيث سبق له أن لعب معه بين العامين 2004 و2007، لكنه الآن ينظر إليه كقائد فعلي للفريق ونجم له، بعدما جلب له الخبرة التي كان بأمس الحاجة إليها. وعلى عكس سيلفا، سبق لبيبي أن فاز بلقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد 3 مرات، قبل أن يترك الفريق الملكي العام 2017 متوجها إلى بشكتاش التركي.
الفوز بلقب دوري الأبطال لن يضيف الكثير إلى مسيرة بيبي على عكس سيلفا، لكنه سيرسخ مكانته بكل تأكيد، كواحد من أفضل المدافعين الذين أنجبتهم كرة القدم، رغم سمعته السابقة كلاعب صعب المراس دائما ما يفقد أعصابه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة