خبراء مختصون يحذرون: الإقليم سيواجه كارثة مائية

جراء السدود التي شيدتها ايران وتركيا

السليمانية – الصباح الجديد – عباس اركوازي

حذرت اوساط زراعية وخبراء في الانهر والسدود من كارثة مائية تلوح في الأفق باقليم كردستان، وذلك بعد الانخفاض الحاد في مناسيب الانهر الرئيسة التي تصب في سدي دربنديخان ودوكان، اللذان يغذيان مئات الالاف من الدونمات الزراعية.

واكد المزارع حسين سيروان الذي التقته الصباح الجديد في منطقة زلم الواقعة على الطريق الى محافظة حلبجة شرقي محافظة السليمانية، ان منع إيران إمدادات المياه الرئيسية عن نهري سيروان والزاب الصغير الرئيسيين في المنطقة، اضافة الى قلة الامطار الموسومية ادى الى انخفاض حاد في منسوب الانهر التي تعد المصدر الأساسي لكسب العيش لما يقرب من مليوني شخص.

واوضح سيروان، ان إيران اقامت خلال السنوات الاخيرة المنصرمة عشرات المشاريع الاروائية وانظمة الري والسدود، التي ادت الى تغيير مجرى عشرات الانهر والجداول، التي كانت تتدفق مياهها إلى العراق على مدى السنوات الثلاث الماضية، ما أدى إلى أضرار زراعية ونقص في المياه، محذراً من أن التدفقات القادمة من شمال غرب إيران إلى سيروان والزاب الصغير قد انخفضت بشكل كبير.

وبحسب مسؤولين في المنطقة فان استمرار إيران في الحد من تدفق المياه إلى العراق، سيخلف عواقب سلبية على الناس والبيئة، نظرا لان قرابة مليوني شخص يعتمدون على الأنهار التي تتدفق عبر حلبجة والسليمانية وقضاء گرمان ومحافظة ديالى في الزراعة ومشاريع الصيد ومياه الشرب والسياحة وإنتاج الطاقة.

بدوره عزا مدير سدة دربنديخان رحمن خاني انخفاض منسوب المياه في السد الى انخفاض اطلاق المياه من قبل الجارة ايران وحجز تلك المياه في السدود الستة عشر التي شيدتها إيران على نهر سيروان، وأكبرها سد داريان في محافظة كرمانشاه، الذي اكتمل في عام 2018 ويقع على بعد 28 كيلومترًا من الحدود العراقية.

واضاف خاني في تصريح للصباح الجديد، إنه خلال العامين المقبلين فان مشاريع السدود الإيرانية ستتسبب في خلق أزمة تجبر الناس على الهجرة لأماكن أخرى، عدا عن انها ستؤثر أيضًا على الأراضي الزراعية والحياة البرية والسياحة، وان استمرار الحياة في هذه المناطق سيعتمد على المياه المخزنة في السد.

ولفت خاني الى إن مستويات المياه في سد دربندخان تناقصت بمعدل 15 سنتيمترًا يوميًا وتناقصت بمعدل 6 أمتار عن نفس الفترة من العام الماضي، حيث حددت إيران التدفق بمعدل 75 إلى 80% الشهر الماضي.

واشار خاني الى ان مياه الأمطار تشكل 30 في المئة من موارد العراق المائية، بينما تشكل مياه الأنهار الممتدة من تركيا وإيران 70 في المئة بحسب المديرية العامة للسدود في العراق، ويعد الزاب الصغير أحد أهم الروافد الخمسة الرئيسية لنهر دجلة”. وسيؤثر تحويل إيران لمجرى 43 رافداً على المدن والمناطق المحيطة بالنهر إلى تعجيل جفاف الإقليم.

وقالت حكومة إقليم كردستان، إن إيران غيرت مجرى نهر الكارون بالكامل وأقامت ثلاثة سدود كبيرة على نهر الكرخة بعدما كان هذان النهران يمثلان مصدرين رئيسين لمياه الإقليم والعراق ككل وأكدت ان تدفق المياه توقف كلياً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة