«مكاليلي الأشقر».. الجندي المجهول في انتصارات الريال

مدريد ـ وكالات:

نجح ريال مدريد باجتياز العقبة الصعبة بايرن ميونيخ، اجتازه بنتيجة كبيرة لم يتوقعها مشجعوه، وبات الآن على مسافة 90 دقيقة من اللقب العاشر لهم في دوري أبطال أوروبا.

ويتذكر عشاق الملكي لاعباً أسمر البشر كان ضمن صفوفهم في أخر لقب أبطال أحرزوه عام 2002، بطل قال عنه زيدان بأنه الملجأ في الملعب كلما لم يعرف ماذا يفعل في الكرة، ولم يدرك أحد في ذلك الوقت أهمية كلود مكاليلي الذي تم بيعه إلى تشلسي لأسباب تتعلق بعدد القمصان القليل التي يبعيها حسب ما سربت بعض الصحف الإسبانية آنذاك.

وعلى مدار السنوات الماضية، افتقد الريال لمن يخلق هذا التوازن ويسد الثغرات، جرب الفريق مع عدة لاعبين زادوا عن العشرة ليحاول هذا التعويض، فلم ينجح لا كامبياسو أو جرانيرو أو جرافيسن أو ايمرسون أم مامادو ولاسانا ديارا بسد هذا الفراغ، حتى جاءت الفرصة للوكا مودريتش مستفيداً من إصابة سامي خضيرة ليظهر ما لديه من قدرات في الملعب.

الكرواتي القصير الذي يعتبر يوهان كرويف الجديد “شكلاً وأسلوباً في الجري بالكرة”، أصبح مكاليلي الأشقر هذا الموسم، وخاصة فيما يتعلق بالمباريات الحاسمة أمام بايرن ميونيخ ، فقد قدم اللاعب مستوى مميزاً للغاية، عندما جرى قرابة من 11.5 كم في مباراة الذهاب، ومثلها تقريباً في الإياب، وهي المسافة التي يقطعها في كل مباراة، ما يدل على نشاطه وزئبقيته.

وتعد تمريرات مودريتش ذات دقة عالية، اذ وصلت نسبة تمريراته الصحيحة ذهاباً لـ97%، وانخفضت إياباً ل86%، وأجبر أنشيلوتي على اعتباره حجراً أساسياً بعد مشاركته في 10 مباريات بدوري الأبطال، سجل خلالها هدفاً وصنع اثنين، وتميز بقلة ارتكابه للأخطاء، ما يدل على تناقض بين بنيته الجسمانية القصيرة وقوته فعلياً في الالتحامات.

واقتصر دور القصير المكير على الجوانب الدفاعية في كلتا المواجهتين إضافة إلى مسؤولية الصعود بالكرة وبدء الهجمة عبر الثلاثي الهجومي، وساهم تكتيكياً في الدفاع بشكل ملفت للإنتبا، إضافة لمساهمته في الهدف الأول من ضربة ركنية تابعها راموس، وشكل مع دي ماريا وتشابي ألونسو مثلثاً ضغط على حامل الكرة البافاري ولم يسمح له بحرية الحركة، وطبق أسلوباً ممزوجاً بين الكرة الإنكليزية الهجومية التي تعلمها في توتنهام، وعقلية الكتانشيو المستمدة من مدربه كارلو أنشيلوتي. 

مودريتش الجندي المجهول، حاله حال عدة لاعبين يشاركون في هذا المركز تعرضوا للظلم للإعلامي وما زالوا يتعرضون، لكن المدريديين يشعرون بقيمته هذه الأيام بسبب أناقة لعبه ودوره المهم في الملعب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة