التفكير بالخلود حلم بمعاناة ابدية

احلام يوسف
لا يوجد منا من لم يسمع بعشبة الخلود التي وردت في ملحمة كلكامش، ولابد ان الكثير منا يحلم بالعثور عليها لينعم بحياة ابدية. لكن، هل فكر اي منا ان يرفق حلمه بشيء من الواقع؟ ان يتخيل نفسه يعش ابدا ويفقد احبته الواحد تلو الاخر؟.
نحدد الأمر اكثر ونبقيه في اطار الخلود، هل منكم من يأكل هذي العشبة التي تجعل الحياة ابدية؟
محمود سليم الجبوري قال وبلهفة: “اينها؟ انه حلمي الابدي ان اعيش خالدا واحضر كل التطور الذي سيشهده العالم بعد موتنا. احلم كثيرا بان العلماء في المستقبل يمكن ان يخترعوا شيئا يمنحنا اجنحة نطير بها مثل اي طائر، امر محبط فعلا ان افكر بهذا واعرف اني لن اشهده! لكنه استدرك: اريد ان يعش كل احبتي معي خالدين، لا اريد ان اكون الخالد الوحيد في هذا العالم، اتصوره سيكون كئيبا وغير ممتع.
ماذا نفعل بالحياة الابدية؟ ونحن قد اصابنا الملل من حياتنا القصيرة بسبب معاناتنا التي صارت جزء من حياتنا، هذا ما ذكرته اجلال سلام التي اضافت: “ساذج من يطمح الى الخلود، الموت راحة اما الخلود فهو عقاب، نحن دائما نقول ان الحياة قصيرة فلابد ان نستثمرها بشيء مفيد واشياء ممتعة، لكن هل نحن فعلا نسعى لهذا؟ لقد اصابنا الملل منها فكيف ان كانت ابدية، اجد انه كابوس لعين، وان الحكمة الالهية تجسدت بالنهاية المحتومة لكل منا.
يقول الروائي الفيلسوف جان بول سارتر ” فانتظار السَّاعات كإنتظار السِّنين حينما تفقد روعة الخلود وبهجتها ووهجها” فهل يدرك الطامحون الى الخلود انها حالة قد تبدو مدهشة في بدايتها لكنها تحول الحياة الى معاناة ابدية؟
محسن الزيدي كان متحمسا جدا لموضوع الخلود اذ قال: “لو حصلت عليها فلن اتردد لحظة عن تناولها، الخلود يعني اني سأشهد حتى على نهاية العالم، الا يبدو الامر رائعا؟ ان لا تنتظر الموت لأنه لن يأتيك ابدا، وتشهد على تطورات العالم من كل النواحي، ولن يستطيع احد قتلي، انه امر مدهش، ان اشهد واستعمل كل ما ستنتجه شركات التكنلوجيا العالمية، فانا احيانا اصاب بخيبة امل عندما افكر بان العالم ستحدث به تغييرات كثيرة ولا ادري شيئا عنها، انه امر محبط، لذلك فانا على استعداد كامل لتناول عشبة الخلود، لكن اين هي بالضبط؟
يقول الشاعر والفيلسوف رالف والدو إمرسون: “ماذا يُمكِن أنْ تكون فائدة الخُلود لإنسانٍ لا يَستَطيع أنْ يَستَفيد بشكلٍ جيدٍ مِن نصف ساعة؟ اذن لنتعلم كيف نخلد اعمالنا بشيء مفيد في الاقل لعائلاتنا، ونخلد كلماتنا بطيبها وحلاوتها، وان نستفيد من كل لحظة في حياتنا لفعل امر نحب مع من نحب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة