عام النصر

أيام معدودة تفصلنا عن عام جديد خالٍ من عصابات داعش الإجرامية التي زرعت الخوف والرعب في قلوب الكثير، الا انها لم تستطع ان تزحزح او ترعب الابطال الذين ضحوا بكل شيء وهجروا الاهل والأحبة، لم ترافقهم سوى دعوات امهاتهم اللواتي يبعثن قلوبهن قبل ان تخطو اقدام ابنائهن لتطأ ساحات الوغى لتكن تلك القلوب الحارس الامين على فلذات اكبادهن الذين لم يعد البعض منهم فتوقفت تلك القلوب وعادت ادراجها لتحمل للأمهات انباء استشهاد ارواحهن وهم يدافعون عن تراب وطنهم من دنس شذاذ الارض.
امهات دفعن بأبنائهن الى الحرب وعلمن انهم قد لن يعودوا ولكنهن كن على علم مسبق ان النصر لا يتحقق الا بتلك الدماء الطاهرة التي نثرت بين الارض والسماء لتعلن ان النصر قادم ومحسوم لصالح امهات الشهداء الابطال الذين لم تذهب دماؤهم سدى او عبثاً، بل كانت هي المنارة التي تدل رفاقهم على انهم سائرون على طريق الحق الذي لا يقبل التراجع او الاستسلام.
اغلبهم لم يكن يملك شبراً في هذا الوطن او حتى ما يسد رمق اطفاله الا انهم رفضوا ان تدنس ارضهم من قبل هؤلاء الشراذم الذين عاثوا في الارض فساداً ودماراً فلم تطأ اقدامهم موطئاً الا كان خراباً وأكثر عتمة.
الى ان جاء ابطال القوات الامنية والحشد الشعبي ليكونوا المنقذين والمحررين لكل شبر تم اخذه عنوةً من قبل تلك العصابات.
ليعلموا ان النصر هو حليفهم وان دعوات امهات وزوجات واخوات الشهداء كانت هي جنود الله وملائكته الذين رافقوهم بتلك المعركة معركة الحق ضد الباطل.
فهنيئاً لتلك الامهات والزوجات والاخوات ان نالَ احبتهم الشهادة دفاعاً عن ارضهم التي باركت خطواتهم وابت الا ان تحتضنهم بين طياتها ليتحول جزء لا يتجزأ منها لكونهم يستحقون ان يدفنوا فيها وهم الاولى بها وبان يكون الانتصار بدمائهم وهذا هو ديدن ابائهم واجدادهم الذين لن ولم يرتضوا ان تدنس اعراضهم واراضيهم من قبل الغرباء.
وليكن يوم النصر يوم انصاف ذوي الشهداء ومنحهم حقوقهم وامتيازاتهم بعد ان ضحوا بأرواحهم واثبتوا انهم ان النصر لم يكتمل الا بهم .
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة