تدير اكاديمية الفنون والتراث العربي في لندن
حاورها سمير خليل
زينب الجواري، فنانة شاملة، تتوزع اشتغالاتها الابداعية بين المسرح والتشكيل والسينما والاعلام، إضافة لجوانب تربوية وإدارية.
تدير الجواري اكاديمية فنية تضم كل الفنون من تشكيل ومسرح وتصوير وسينما وموسيقى وحرف يدوية في لندن، محل اقامتها.
كتبت عدة مسرحيات بين بغداد ولندن، شاركت في جميع معارض جمعية التشكيليين العراقيين في بريطانيا ودبي بأعمال الجرافيك والرسم.
عن بداياتها ورحلتها الفنية وغربتها واستقرارها في لندن قالت الجواري: في طفولتي كنت ارسم واكتب الحكايات بالطباشير الملون على جدران منزلنا، كما كنت أغني الحكايات، فأضع بعض كلمات الأغاني، وألحنها بطريقة بسيطة عفوية، بعدها قمت بالرسم على سبورة المدرسة، وهناك اهتمت بي معلمة الرسم واعطتني فرصة تنظيم فرقة للنشاط المدرسي للمشاركة في تنظيم الحفلات للأعياد والمناسبات الوطنية.
وتابعت: في المرحلة المتوسطة اصبحت مسؤولة عن النشاطات الفنية في المدرسة، وكنت احدى نواة فرقة مسرح العقيدة التي اسسها المخرج الفنان داخل البحراني. وقفت على المسرح لأول مرة وجسدت دور البطولة في مسرحية (الفزاعة) بشخصية (ريمة) الثائرة، ولم يتجاوز عمري الثالثة عشرة.
بعد الانتهاء من المرحلة المتوسطة تقدمت للقبول في القسم التشكيلي لمعهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1986، لكن الحظ لم يحالفها بسبب عدد المتقدمين لهذا القسم في ذلك العام. اختارت ان تدرس المسرح وتخرجت من قسم الاخراج المسرحي عام 1991″.
وتقول: كانت لي خلال دراستي مشاركة في مهرجان حقي الشبلي في مسرحية (هس)، تأليفي واخراجي، ومن ثم اطروحتي للتخرج ومسرحية (مراسم دفن الزمن) من تأليف الفنان المبدع الراحل محسن الشيخ. قدمت بعدها لكلية الفنون الجميلة وقبلت فيها، لكنني لم أكمل الدراسة بسبب السفر الى خارج الوطن.
وتابعت: وبعد ان استقر بي الترحال في لندن، عاودت الدراسة وحصلت على الدبلوم العالي في الفنون والاعلام الشامل، وكنت من الاوائل وحصلت على جائزة أفضل فيلم كأطروحة عن فيلمي (الصرخة). حصلت على شهادة تعادل البكالوريوس بتدريس الفن، ما اتاح لها المجال لتدريس الفنون في الكليات البريطانية.
*كيف تولدت فكرة تأسيس اكاديمية الفنون والتراث العربي في لندن؟
-نظراً لحاجة الجالية العراقية والعربية لمؤسسة ترعى وتضم المواهب وتصقلها، وتضعها على الخطوات الصحيحة للوصول الى الاحترافية، وايضاً كنا انا وزوجي الفنان التشكيلي باسم مهدي مؤسس ورئيس جمعية التشكيليين العراقيين في بريطانيا، نتشارك حلم تأسيس اكاديمية فنية تضم كل الفنون والاعلام، وتحقق الحلم لثقتنا وسعينا الحقيقي والصادق، والذي بذلنا فيه من الجهد والوقت والمال الشيء الكثير من اجل تحقيقه لخدمة جاليتنا العراقية والعربية، ومن اجل نشر ثقافة الفن والجمال.
*هل يجد الفنان العراقي صعوبة بالعمل خارج الوطن؟ وماهي حدود العلاقة والتواصل بين زينب الجواري والفن داخل العراق؟
-يواجه الفنان والمبدع المغترب صعوبات كبيرة، اولها الافتقار الى احتضان المشاريع الابداعية للفنان، سيما من مؤسسات فنية او ثقافية خاصة به، او مركز يرعى ويضم الفنانين والمبدعين. وثانياً الدعم المادي والمقتصر على امكانيات الفنان الذي يتكبد جميع التكاليف ويستنزف كل ما يملك فقط من اجل ان يكون لديه منجز فني، ونظراً لانشغالي بمشروعي الأكاديمي الآن، فلا يوجد لدينا تواصل، لكن نتابع وبشغف كل ما يحدث على الساحة الفنية في الداخل.
وأضافت: ضمن مخططاتنا المستقبلية، المشاركة في المهرجانات المسرحية التي تقام في بلدنا الام بعمل مسرحي من انتاج فرقة الاكاديمية المسرحية، والمهرجانات الموسيقية من خلال مشاركة كورال اكاديمية الفنون والتراث، اول كورال عربي في اوروبا وبريطانيا، وبقيادة المايسترو السوري المبدع باسل صالح، ومن اهم طموحاتنا، فتح فرع لأكاديمية الفنون والتراث في بغداد، وإذا ما وجدنا الدعم من الدولة، وستكون سعادتنا كبيرة بنقل تجربتنا الناجحة في الخارج الى داخل الوطن الحبيب.
زينب الجواري: الفنان والمبدع يواجه صعوبات كبيرة في الغربة
التعليقات مغلقة