- 1 –
الخلافات بين الزوجين تنعكس مردوداتها السلبية على الأطفال فهم أول الضحايا في هذا الباب .
- 2 –
وتعظم محنتهم حين ينفصل الأبوان ويُقدم الوالدُ على الزواج بالثانية، وتنشط هذه بشكل ملحوظ في ايقاعهم بألوان من العناء قد يكون أهونها إغاظة أبيهم عليهم لتنهال عليهم ضرباته الموجعة ..!
- 3 –
وأما عن شظف العيش في العوائل المستضعفة فحدّث ولا حرج .
ذكرت بعض كتب الأدب محاورة عثمان الطفيلي (وهو من أبرز الطفيّليين في عصر المأمون ) مع ولده حيث قال :
” مررتُ بجنازة ومعي ابني ، ومع الجنازة أمرأة تبكي وتقول :
يذهبون بِكَ الى بيتٍ لا فِراشَ فيه ولا وطاء ،
ولا ضياءَ ولا غطاء ،
ولا خبزَ ولا ماء ،
فقال أبني :
يا أبتِ :
الى بيتنا واللهِ يذهبون به “
انّ المرأة كانت تصف القبر الذي سَتُوارى به الجنازة ..!!
أما الطفل فقد وصف الدار التي كان يعيش فيها .
وهي تضارع القبر شكلاً ومضموناً ..!!
- 4 –
وفي العراق اليوم مجاميع من الأطفال يقصدون أماكن تجميع النفايات ليبحثوا عن شيء يمكن ان يفيدوا منه …
هذا والعراق بلد نفطي ثري فكيف بالبلدان التي لا تملكُ أيةَثروةٍ معدنية؟
انها مأساة مروعة ولم يلتفت اليها بالشكل الكافي حتى الآن .
ان كبار السلطويين يعنون بان يعيش أطفالهم في ترف ورخاء ولكنهم لا يذكرون اولئك الاطفال الجياع البائسين …
وهنا تكمن الكارثة ..
- 5 –
وقد وقعت قبل أيام جريمة رهيبة حيث ألقت أمٌ مطلقة بولديْها مِنْ على جسر الائمة في الكاظمية في نهر دجلة وعللت ذلك بانّه انتقاماً من أبيهما الذي طلقّها …!!
حنان الام مضرب الأمثال فكيف تحوّل قلب هذه الام الشقيقة الى حجر صلد ماتت فيه كل الاحاسيس الانسانية ؟! - 6 –
انّ ذرف الدموع على الطفلين البريئين ( حُرّ ) و ( معصومة ) لا يكفي
وانما المطلوب هو البحث عن حلول جذرية لتأمين الحصانة للاطفال من ايدي والديهم فضلا عن غيرهم .
- 7 –
ان هؤلاء الاطفال هم شباب الغد ، وهم الأمل المنشود والعنايةُ بهم عناية بالمستقبل الذي لابد ان لا يغيب عن الاذهان .
حسين الصدر