ليس مهما إقامة معارض اذا لم تضف للحركة التشكيلية شيئا

التشكيلي العراقي عبد الرزاق المولى:

وداد إبراهيم
في طفولته كان يرسم اشكالا على الطين بعد ان يجف، ويرسم خطوطا و”خربشات” لا يفهمها ولا يعرفها حسب قوله، الفنان التشكيلي عبد الرزاق المولى استعمل وقتذاك الفحم الذي كان يأخذه من “منقلة” البيت او من الخشب المحروق من تنور والدته.
يقول المولى: كنت احاول الكتابة بقطع من الطابوق الاصفر لتكون الخطوط رفيعة، وكنت اشعر بسعادة كبيرة، وضعت اشياء وخطوطا واسماء لا اعرفها.
وأضاف: قد تكون هي البداية. رحلتي مع الفن طويلة فيها القصص والأحداث الكثيرة، فكانت عبارة عن فعل وانفعال وبناء تراكيب لخبرات ومعاناة سنين طويلة، أهم ما في تجربتي الألم والصور الذهنية بعيداً عن التنظير الأكاديمي للفن، ومخزن صوري الطفولة والحي الشعبي وكم كبير من الصور والأحداث، ولكن أقرب الصور لي شراء بطاقات الصور الصغيرة الملونة لممثلي الكاوبوي، ومصارعي الثيران ولاعبي كرة القدم، فضلاً عن دهشتي برؤية عربات الباعة المتجولين الملونة. لقد رأيت في طفولتي لوحة (لاعبو الورق) لسيزان في مقهى الحي ولوحة المتسولين والمهرجين ولوحة الاطفال الحفاة. كلها لوحات حقيقية رأيتها في طفولتي قبل أن أعي معنى الفن. هذه البيئة والأحداث والثقافة المجتمعية السائدة آنذاك هي من شكلت رؤيتي.
عن تأثره بالرواد قال: التأثير موجود لكن بنسب متفاوتة وهي حالة صحية، كل فنان في بداية وعيه الفني يجد أن هناك أعمالاً لها بصمتها وأثرها في سفر الفن، من هنا يكون التأثير حالة صحية وطبيعية إن لم تصل إلى التقليد، ولا أؤمن بوجود التناص ولا أنكر أني أول مرة رأيت فيها لوحة الفنان شاكر حسن ال سعيد تأثرت كثيراً، وقد أعادتني سنوات إلى الوراء وإلى الطفولة والأصدقاء وجدران البيوت الجصية. ولا أحاول مطلقاً تقليد أحد. قلدت الكثير من الأعمال الفنية العالمية في بداية مسيرتي الفنية من باب الدراسة الاكاديمية. والآن ولكي أكون صريحاً ربما هناك تأثر، ولكن بصورة غيرة مباشرة وسببه المخزون البصري. ولهذا أحاول أن أبقى بعيداً عن أي صور مرئية وخاصة الأعمال العالمية.
فيما يتعلق بالاتجاهات الفنية التي تتضح في أعماله يقول: المدرسة البغدادية، الأكثر أهمية، لكن ليس جميع الفنانين متأثرين بالمدرسة البغدادية إن صحت التسمية، وبرغم الاختلاف بشأن الجذور التاريخية لهذا النوع من الرسم، بدءاً من يحيى بن محمود الواسطي، مروراً بالرائد جواد سليم، وحافظ الدروبي، ونزيهة سليم، وشاكر حسن ال سعيد، وكثير من الفنانين تطرقوا للبغداديات بنسب متفاوتة. وتوجد تجارب رائعة، ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه، هل تطورت المدرسة البغدادية من حيث الأسلوب والرؤى من بعد جيل الرواد؟
عن اهمية المعارض وتنوعها وكثرتها قال: ليس مهما إقامة المعارض الفنية ان لم تضف للحركة التشكيلية شيئا ولا اهتم بإقامة معارض شخصية الان.
عبد الرزاق المولى (1965الموصل) تخرج في الأكاديمية الروسية للفنون الجميلة عام 1997، وحصل على العديد من الجوائز والميداليات منها جائزة الإبداع كأفضل فنان تشكيلي شاب (نينوى 1995)، والجائزة الأولى في “المعرض الأخوي العربي الوطني” (بغداد 2000)، كما حصل على ميدالية الإبداع من “دار العرب” في مؤسسة الثقافة والفنون (بغداد 2018 و2019).
لوحاته موجودة في صالات العرض والمجموعات الخاصة في بلدان متعددة: الولايات المتحدة وألمانيا والسويد والإمارات العربية المتحدة وتركيا وقطر والأردن وإيطاليا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة