تفقد المنافذ الحدودية ومخيما للنازحين واستلم مطالب مواطنين في كردستان
السليمانية – الصباح الجديد – عباس اركوازي
بينما حضيت زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى محافظات اقليم كردستان بترحيب شعبي واسع، واشادة من قبل النخب والمثقفين، انهالت انتقادات واسعة على المسؤولين في الاقليم، نتيجة لالتفاف الجماهير حول الكاظمي في مختلف محافظات الاقليم، وهو ما كشف عن فشل الاحزاب والقوى الكردية في بناء حكم عادل يتسهم بالعدالة والمساواة خلال السنوات 28 الماضية لحكمهم للاقليم.
الكاظمي الذي اتخذت زيارته طابعا سياسيا وادارياً عبر لقائه بزعماء اغلب القوى والاحزاب السياسية، والمسؤولين في حكومة الاقليم والوحدات الادارية، وممثلين عن مختلف شرائح المجتمع الكردستاني، استمع عن قرب الى معاناة ومطالب المواطنين، وتسلم عشرات المطالب ومذكرات قدمها محافظو السليمانية وحلبجة، الذي وعد بدوره بتنفيذ ما تسمح الميزانية والظرف الاقتصادي بتنفيذه الان، وجدولة المتبقي منها لتنفيذه لاحقاً.
وقال رئيس كتلة الجماعة الاسلامية في برلمان كردستان عبد الستار مجيد في معرض تقييمه لزيارة الكاظظمي، “اللافت للانتباه في زيارة الكاظمي الى محافظات الاقليم، هو الاستقبال الحافل وسعادة المواطنين عبر تقديم المذكرات وعرائض تضمنت مطالبهم، التي تمحورت اغلبها حول الميزانية والمستحقات المالية”.
ولفت الى ان زيارة الكاظمي الى اقليم كردستان بصفته رئيس وزراء للعراق موضع تقدير واحترام، واردف،”الا اننا عندما نتمعن في تلك الصور، فاننا ندرك عندها حجم الكارثة التي جرتها السلطات الحالية على الشعب في الاقليم، الذي قال بانها فقدت ثقة واحترام الشارع لها.
بدورها وبينما اعتبرت عضو مجلس النواب القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بليسة جبار فرمان زيارة الكاظمي تحضيراً للانتخابات المقبلة التي يريد الكاظمي ان يحصد اكبر عدد من المقاعد فيها، بينت، ان الشارع الكردي يدعم تصريحات الكاظمي بوحدة العراق وان تكون الحكومة الاتحادية مسيطرة على اجزائه كافة، مشيرة الى ان الشارع الكردي مستاء من حكومة الاقليم وفقد الثقة بها وهو على عكس ذلك يتقبل حكومة الكاظمي.
وحضي تواجد رئيس الوزراء وسط حشود المواطنين، الذين التفوا من حوله في دهوك واربيل والسليمانية وحلبجة باشادة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، وقارن الصحفي فائق يزيدي بين الكاظمي ورئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني، الذي قال انه يدير حكومته منذ اشهر من خلف جهاز الحاسوب خوفا من ان يصاب بفايروس كورونا، بينما زار الكاظمي موقعاً لاستذكار الأنفال التقى بمجموعة من ذوي المؤنفلين، وهناك طلبت منه سيدة كوردية مسنة، أن “يكون حريصاً على كردستان”، كما تفقد مخيم قاديا للنازحين وأكد حرص حكومته على إعادة النازحين، ناهيك عن لقائه مجموعة من المتظاهرين في السليمانية وتعهده لهم بإجراء مراجعة شاملة لتلبية مطالبهم، كما زار ضريح الرئيس العراقي الأسبق، جلال طالباني، حيث كتب في سجل الزيارات أن “التاريخ سيذكره بكل شرف”، فضلاً عن استذكاره ضحايا فاجعة حلبجة.
المنافذ الحدودية التي تعد احدى ابرز الملفات العالقة بين بغداد وأربيل كانت من ابرز ما تضمنته زيارة الكاظمي الذي تفقد منفذين حدوديين مهمين أحدهما مع تركيا، وهو معبر إبراهيم الخليل والآخر مع إيران وهو منفذ باشماخ، وأكد رئيس الوزراء على جهود التكامل، بين الحكومتين من أجل تنسيق العمل بهذا الصدد قريباً.
وخلال لقائه في السليمانية بزعماء وقادة الاحزاب والقوى السياسية في الاقليم، اشار الكاظمي إلى أن للعراق اليوم فرصة تاريخية في أن يتجاوز كل عثرات الماضي، وأن يشرع في بناء اقتصاده ونظامه الإداري بنحو افضل، وانسب لمصالح جميع العراقيين بكل أطيافهم.
وشدد على أن اللحظة الحالية تتطلب البناء والتكاتف، والتعلم من الأخطاء التي شابت مسيرة بناء العراق الجديد بعد زوال الدكتاتورية.
الكاظمي اختتم زيارته التي استمرت ليومين عائداً إلى بغداد، دون أن تتضمن البيانات الرسمية الصادرة عن الجانبين الإعلان عن اي اتفاق واضح المعالم حول المستحقات المالية أو النفط أو المنافذ الحدودية أو المناطق المتنازع عليها، الا ان مسؤولين من الجانبين اكدا، ان هناك تفاهما وتقاربا كبيرا بين بغداد وأربيل متوقعين قرب الوصول الى اتفاق مشترك.