“عصر المخاطر” يكشف عن وضع العالم في ظل تغير المناخ

حرائق وأعاصير وكورونا..

متابعة ــ الصباح الجديد :

خلال الأيام الماضية، ضرب اعصار ايساياس ولاية نورث كارولاينا وعدة ولايات أميركية أخرى بقوة عاصفة من الدرجة الأولى، حيث وصلت سرعة الرياح الى 85 ميلا في الساعة (140 كيلومترا)، كما اندلع حريق في كاليفورنيا أدى إلى إخلاء 8000 شخص، بينما تستمر جائحة كورونا في حصد مئات الأرواح.

خلال هذه الفترة بدا بيان الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ الأميركية، والتي عادة ما يكون مختصر ويقتصر على الإحصاءات، كفيلم عن عن المخاطر، لكن كل هذه الكوارث البيئية المتداخلة لا يمكن النظر إليها بعيدا عن ظاهرة تغير المناخ، بحسب صحيفة نيويورك بوست.

وقالت ليزا آن هاميلتون، مديرة برنامج التكيف في مركز المناخ في جورج تاون بواشنطن: “يجب أن تتغير طريقة العمل مع هذه الكوارث وفيروس كورونا إلى أبعد من ذلك”، وأضافت أن التخطيط والإعداد الأفضل أمران حاسمان مع زيادة وتيرة الكوارث وشدتها.

حتى الآن ضربت السواحل الأميركية تسعة  عواصف من المحيط الأطلسي، وهو أمر لم يحدث من قبل في وقت مبكر من موسم الأعاصير، الذي يمتد من 1 يونيو إلى 30 نوفمبر، وقد تنبأ الخبراء بموسم نشط، نظرًا لارتفاع درجة حراة مياه المحيط وظروف أخرى، ولكن عام 2020 كان مختلف ومزدحم بالأعاصير.

وذكر مارشال شبرد، أستاذ علوم الغلاف الجوي والجغرافيا ومدير جامعة جورجيا، أنه يصعب على الناس فهم تغير المناخ، لكن دراسات الإسناد تستمر في العثور على آثار تغير المناخ في هذه الكوارث.

تسعة أعاصير

بالنسبة للأعاصير، توفر المحيطات الأكثر دفئًا المزيد من الطاقة، مما يجعلها أقوى، ويحمل الهواء الأكثر دفئًا رطوبة أكثر، لذا تجلب العواصف المزيد من الأمطار، وأضاف الدكتور شبرد: ” تغير المناخ يدفعنا إلى عصر من المخاطر المتزايدة المستمرة من الطقس المتطرف والظواهر المناخية”.

وفي جنوب كاليفورنيا، كان رجال الاطفاء يكافحون امس الاول الثلاثاء لاحتواء حريق غابات في جبال سان برناردينو 80 ميلا شرق لوس أنجلوس، وقد انتشر بسرعة في التضاريس الوعرة بعد الإبلاغ عنه لأول مرة الجمعة الماضية، وأطلق عليها اسم Apple Fire، وقد أحرقت 27000 فدان حتى الآن.

وأوضح دانييل سوين، عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا أنه في وقت معين من تاريخ كاليفورنيا، كان 20 ألف فدان يكون حريقًا كبيرًا جدًا، لكن مع تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة وتحول أنماط هطول الأمطار قد أطال موسم النار في الولاية وساهم في زيادة الحرائق.

ويمكن أن تتوسع الحرائق بسرعة أكبر في غضون ساعات أو أيام  نتيجة لارتفاع درجة الحرارة الذي جعل النباتات أكثر جفافًا وأكثر عرضة للإشعال.

حتى الآن لا توجد تقارير عن سقوط ضحايا من حريق آبل، ولكن هناك مخاوف من اتجاه الريح، حيث ينتقل الدخان إلى ولاية نيفادا وولايات أخرى، وفي لاس فيغاس، أصدر مسؤولو جودة الهواء في مقاطعة كلارك تنبيهًا بشأن الدخان لمدة يومين، وحثوا الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي على البقاء في منازلهم، ويحتوي الدخان على كميات كبيرة من الغازات الضارة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الربو ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى.

كورونا

من جانبه، أشار الدكتور جون بالميس، أستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، إلى أن القلق متزايد من الدخان، حيث يمكن أن يزيد من معاناة مرضى كورونا ويجعل الإصابات أسوأ، مضيفا أن هناك أدلة قوية من دراسات الإنفلونزا والفيروسات الأخرى على أن التدخين يمكن أن يزيد من خطر التهابات الرئة العميقة مثل مرض الالتهاب الرئوي.

وقد أشار إحصاء لرويترز إلى أن أكثر من 18.3 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم كما أن نحو 693 ألف  توفوا جراء مرض كوفيد-19 الناجم عنه في 210 دولة حول العالم.

وصرحت لسامانتا مونتانو، أستاذة مساعدة في إدارة الطوارئ في أكاديمية ماساتشوستس البحرية، أن كل هذه الكوارث المتزامنة أدت إلى تضرر متزايد بأنظمة الاستجابة للكوارث في العالم، وتابعت: “ما يجعل تغير المناخ خبيثًا للغاية هو أنه يغير الأخطار، من مجرد حالة طوارئ إلى كارثة”.

وقالت إن التأقلم مع هذا التغيير يعني أن على الحكومات إنفاق المزيد من الأموال قبل وقوع العاصفة أو حرائق الغابات، وتعزيز المنازل والبنية التحتية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة