بغداد ـ كوكب السياب:
الجمعة الأولى في شارع المتنبي بعد الانتخابات لم تشهد قيام فعاليات ثقافية أو فنية، كما هي العادة، ولم تكن التجمعات بالحجم الكبير الذي يشهده شارع الثقافة في كل يوم جمعة من الأسبوع.
لكن مجموعة «التنوير الإنساني» وهي مجموعة فكرية أعضاؤها من المستقلين المتنورين، عقدت جلسة في حدائق القشلة لبحث موضوعة الانتخابات، والاصوات التي حصل عليها التحالف المدني، وكيف يمكن للتحالف أن يلعب دوراً مهماً في الخارطة السياسية العراقية، والتي ستتحدد بعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية والتي أجريت قبل ايام قلائل.
عمار الساعدي مؤسس المجموعة، طرح كلمته التي هنأ بها كل العراقيين الذين خرجوا الى صناديق الاقتراع وأدلوا بأصواتهم الى من هو جدير بتحمل المسؤولية، لاسيما المثقفين الذين صوتوا للتحالف المدني الديمقراطي، الذي كان محور الجلسة التي أقيمت في شارع المتنبي.
الساعدي تساءل مع الحاضرين، «كيف يمكن للتحالف المدني أن يحافظ على حضوره هذا، رغم إنه جاء متأخراً، لكنه بدأ بداية مشجعة وملبية لطموحاتنا».
وأشار، نحن تجمّع فكريّ، لم تنطرق يوماً لموضوع سياسي، ولم ننحاز إلى فئة معينة على حساب فئة أخرى، لكن الواجب الوطني يحتّم علينا أن ندعم القوى التي تؤمن بقيام دولة مدنية، دولة تحترم الإنسان وتحفظ حقوقه وتدافع عنها».
فيما تحدّث أحد الحضور على أن يكون التحالف المدني «كتلة معارضة»، وهذا ما ذهب إليه آخرون من الحضور، لأن التحالف مع القوى الإسلامية، بحسب ما يقولون، لا جدوى منه، وسيخسر بسببه التحالف المدني جمهوره ومن صوّت له».
فيما يرى آخرون أن الدعوة لأن يبقى التحالف المدني في موقف المعارضة أمر مؤسف ومخيّب للآمال، لأن الكثيرين ممن صوت لهذا التحالف ينتظرون منه أن يسهم في التصويت على قرارات مهمة يمكن لها أن تأتي بالفائدة للشعب العراقيّ، وتسهم في وضع حلول لكثير من مشكلاته التي يعاني منها.
وقال المواطن رياض فالح، أنني «أعطيت صوتي للتحالف المدني الديمقراطي، لأنني مؤمن بضرورة بناء دولة مدنية، وأتمنى أن يأخذ التحالف دوراً كبيراً في الحياة السياسية، وأن يكون هذا الدور فعالاً مشاركاً في صنع القرارات».
بدوره قال عمار الساعدي، مؤسس مجموعة التنوير الانساني، إن «النتائج الأولية للإنتخابات وإن لم تكن رسمية، فإنها تشير الى حصول التحالف المدني على 11 مقعداً، وهذا أمر جيد، بل ومشجع قياساً بالامكانيات المادية الضعيفة للقوى المدنية ومرشحيهم الذين لم يظهروا في شاشات التلفاز كثيراً ولم يقدموا الوعود الطنانة كما بقية السياسيين».
ومضى الساعدي إلى القول، إن «القوى الكبيرة المعروفة بدأت تخسر جمهورها شيئاً فشيئاً، وهذا أمر طبيعي، لأن الناس بدأت تفهم، وصار يقينها أن لابد من دولة مدنية تحقق طموحات كل الشعب».
وتفاعل الحضور الكبير للجلسة الأسبوعية التي يقيمها «التنوير الإنساني» وكانت هناك مداخلات كثيرة منها مداخلة الشاب حسين، الذي لم يتعدَ عمره الـ18 عاماً، والذي تحدث عن قصة إقناعه لعائلته بالذهاب الى صناديق الاقتراع والادلاء بأصواتهم الى التحالف المدني، بعد أن كان الرفض موقفهم تجاه المشاركة، وقال، «لم يكن أبواي يرغبون بالذهاب الى المشاركة في الانتخابات، لكنني كنت متابعاً من خلال الفيسبوك والمنشورات التي ينشرها الاصدقاء الذين يدعون للدولة المدنية، فوجدت أن المرشحين من اصحاب الشهادات ومن الذين لم تؤشر ضدهم اية سلبية من قبل الناس، فكان عليّ لازاماً أن أقوم بواجبي في اقناع أهلي بالتصويت لهم، لأنهم الاجدر بتحمل المسؤولية، وإن حصلوا في هذه الانتخابات على 10 مقاعد، فإنهم سيحصلون على أضعافها خلال السنين الاربع المقبلة، وهذا مؤشر جيد على تفهم الناس ومدى استيعابهم لما يحصل في الشارع السياسي».
كلام هذا الصبي، جعل الحضور ينصتون له، وبعد أن انتهى من الحديث صفقوا له جميعاً، وقال أحد الحضور، «إنك يا ايها الرائع مقعد في البرلمان».
وأكد أعضاء مجموعة التنوير الإنساني، إن يوم الجمعة المقبل، ستكون هناك جلسة موسيقية احتفاءً بتحقيق التحالف المدني عدد من المقاعد في البرلمان».