تنبأت السينما بالعديد من الاحداث المستقبلية بدأ من الصعود الى القمر وصولا الى الكوارث والامراض التي اجتاحت العالم على مدى الأعوام المنصرمة ، فمنذ اكتشافها أي السينما في العام 1895 على يد الاخوة لومير، والسينما تشتغل على خيال كاتب افلامها، هذا الخيال الذي غالبا ما يكون جانحا فينتج نصا لا تصدقه عقول البعض، فيما يعتقد البعض الأخر بإمكانية تحققه مستقبلا ، فالسينما تمنت او تخيلت ان الانسان سيقوم في يوم من الأيام بالصعود على سطح القمر، وذلك كان ما لا تصدقه العقول التي ترى في القمر كوكبا بعيدا جدا لا يمكن الوصول اليه ، واذا ما نجح احد ما في ذلك ، فتلك أذن هي نهاية العالم .
لكن وبعد سبعة أعوام على اكتشاف السينما وفي العام 1902ا يقدم المخرج جورج ميليس فلمه الشهير رحلة الى القمر من تأليف الكاتب جول فيرن وهربرت جورج ويلز، الذي يتحدث عن صعود النسان الى القمر، والذي عد حينها كواحد من اغرب افلان الخيال العلمي.
كذلك تنبأت السينما بحلول الكوارث والامراض التي يمكن ان تنهي الحياة البشرية ، او تعمل على تدمير الاقتصاد والحد من جبروت الانسان الذي يعيش على وجه الأرض، هذا التنبؤ لم يأتي اعتباطا، فالعديد من صناع السينما عاصروا الكوارث والامراض والأوبئة التي اجتاحت العالم ، مثل الطاعون والجدري والأنفلونزا الاسبانية التي اجتاحت العالم في عشرينات القرن المنصرم ، أي بعد ربع قرن على اكتشاف السينما، لذلك انتجت السينما العديد من الأفلام التي تتحدث عن إمكانية انتشار فايروسات يمكن ان تفتك بالبشرية جمعاء، بعضها يتحدث عن انتاج مثل هكذا الفايروسات ضمن مختبرات علمية للجيوش المتقدمة، لاستخدامها كسلاح فتاك، يمكن ان يتفوق على الأسلحة الذرية والنووية، طارحة في الوقت ذاته إمكانية ان لا تستطيع الجهات التي تنتج هذا الفايروس ضمان سلامة بلدانها ، فالفايروس ينتشر في الهواء ، ومع تطور الحياة ووسائل النقل ، فمن الممكن ان ينتقل الفايروس خلال أيام الى دول عدة ، وهذا ما حصل مع فايروس كورونا او كوفيد 19، الذي أنتشر كالنار في الهشيم في كل بلدان العالم.
السؤال هو هل ستطرح السينما بعد انتهاء أزمة هذا الوباء تتحدث عنه بطريقة يمكن ان تثير أسئلة عدة حول من صنع هذا الفايروس، منطلقة متخذة من نظرية المؤامرة منطلقا لذلك، وهل سنشاهد حربا سينمائية بين جهات الإنتاج التي تخضع لأيديولوجيا هذه الدولة او تلك، خصوصا ما تسمى بالدول العظمى منها، وهل ستتحدث السينما عن أمكانية نشوء حروب بين هذه الدول حول من هو المتسبب في انتشار هذا الوباء.
الان الوضع خطير والإنتاج السينمائي شبه متوقف بسبب الوباء، وننتظر انحساره لنشاهد جديد ما ستطرحه السينما حول الفايروس الأكثر رعبا على وجه الأرض.
كاظم مرشد السلوم