الابنية والمعالم التراثية..تاريخ مضيء وحاضر يهدد بقاءها

سمير خليل
يمثل المعمار والبناء جزءاً مهماً من تاريخ وفولكلور وفنون الشعوب،وتمثل الأبنية التراثية والمعمارية معلماً من معالم الحضارة الإنسانية للشعوب،
لذلك صارت الابنية القديمة اماكن زيارة ومرافق سياحية لما تحمله من عبق التاريخ ودلالة على تقدم الدول في مضمار العمارة.
في البلاد، تضم بغداد ومدن اخرى العديد من المواقع والمباني التراثية، وكانت العمارة وفنونها حاضرة عند بناء الدور والمؤسسات والمرافق الدينية والاقتصادية والسياحية والمسارح ودور السينما وهذا ماانعكس على الابنية في مختلف المدن العراقية باشراف معماريين محترفين وايادي (اسطوات) البناء وكانت النتيجة مئات الابنية التي ترتقي لمستوى المتاحف والآثار التاريخية .
العراق زاخر بالخبرات والامكانات المعمارية التي تخطت حدوده لترسم ابنية معمارية خالدة برؤى وخبرات اساطين العمارة مثل زها حديد و رفعة الجادرجي وإحسان شيرزاد وإسماعيل فتاح الترك ومحمد مكية وآخرين.
ومع تطور الاحداث والمتغيرات التي طرأت على واقعنا العراقي اصبحت الآثار العمرانية في طي الاهمال ومازاد الطين بله مافعلته عصابات داعش الارهابية من تخريب وتهديم لآثارنا المعمارية، فمع سيادة الطابع التجاري وسطوة اقتصاد السوق او الاقتصاد الحر دفعت الابنية والآثار المعمارية ثمنا باهضا عندما تحولت الى مخازن تجارية او هدمت كضحية للتمدد العمراني والتجاري الحديث وسط دعوات من اختصاصيين في العمارة بضرورة المحافظة على الابنية التراثية وعدم المساس باشكالها وعراقتها خاصة اذا عرفنا ووفق احصائية بوجود مايقرب من (200 ) بيت اثري في جانب الرصافة فقط من بغداد، ومعالم تاريخية يصل عمر بعضها الى 1250 سنة ورثتها بغداد وهناك مراكز أثرية تعود إلى ما قبل الإسلام، تحتضنها بغداد وبعض المحافظات، وسط دعوات حريصة بالمحافظة على ارثنا المعماري وفقدانه يعتبر خسارة لتراثنا وتاريخنا وفولكلورنا.
نعيش اليوم صراعا حاميا من اجل المحافظة على تراثنا المعماري ومن هنا فان على الدولة ممثلة بوزارة الثقافة والسياحة والآثار مسؤولية الحفاظ على ماتبقى من آثارنا وبيوتاتنا التراثية واعادة تأهيلها وصيانتها كي تعود معالم تراثية تؤطر تاريخ عراقنا الحبيب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة