بغداد ـــ الصباح الجديد:
عن سلسلة دراسات فكريةــ جامعة الكوفة، صدرت الطبعة الثانية من كتاب ” أنسنة الشعر.. مدخل إلى حداثة أخرى.. فوزي كريم نموذجا للباحث والأكاديمي د. حسن ناظم. يذكر إن الطبعة الأولى، صدرت عام 2006 عن المركز الثقافي العربي. يقول الكاتب في مقدمة الكتاب: تمثل هذه الدراسات في ” أنسنة الشعر” في إبداع فوزي كريم شعرا ونقدا كفارة نقدية عن عبث مورس على النصوص عبر إغفال الجانب الانساني فيها. ففوزي كريم، الشاعر والناقد الذي كرسه في كتاباته فكرة أن الشعر لابد أن يكون في خدمة الانسان، لا في خدمة العقائد والأفكار، لا يمكن أن تطبق على شعره، ذات الآليات والمناهج التي تطبق على غيره من الشعراء الذين كتبوا نصوصهم تحت راية ما، بتعبير فوزي نفسه. فوزي، شاعر المتاهة، وشاعر القصيدة الحائرة، اختط لنفسه منهجا مغايرا لما هو مألوف. وكان حسن ناظم، الناقد والكاتب، قد استطاع أن يقف على منجز فوزي، ويفكك خطابه الشعري والنقدي، على أتم وجه. فكان فوزي منشئا لفكرة أن الشعر لابد أن يقدم الانسان على الأفكار، وحسن كاشف لتلك الفكرة، عبر كتابه هذا، اضافة الى حواره مع فوزي في كتاب: إضاءة التوت وعتمة الدفلى. يتكون الكتاب من خمسة فصول وملحقين. الفصل الأول يتحدث عن كتاب فوزي المهم ثياب الإمبراطور. وهو بعنوان: ثياب الإمبراطور بين وعورة الموروث الشعري العربي والاحتيال الحداثوي. والفصل الثاني بعنوان: النسقية العربية واللفظية العربية في الحداثة الشعرية. الفصل الثالث بعنوان: الذات ينبوعا للتجربة الشعرية. والفصل الرابع بعنوان: صورة الشاعر. والخامس: الشعر الواصف. أما الملحق الأول فهو حوار بين حسن وفوزي بعنوان: حوار في أنسنة الشعر. والملحق الثاني: نماذج من الرسائل المتبادلة بين حسن وفوزي. إن إعادة إصدار الكتاب بطبعة ثانية في هذا الوقت، مهمة جدا، كون إن ظروف صدور الطبعة الأولى، وصدورها عن دار عربية وقبل سقوط النظام، جعل من فرصة الاطلاع عليه، غير ميسرة للجميع. فجاءت الطبعة الثانية، كي يتمكن أكبر عدد من القراء والمختصين بالشأن الثقافي والشعري، الاطلاع وبشكل أوسع وأعمق على ما كتبه حسن ناظم، عن تجربة فوزي كريم، وقراءته لنصوصه، قراءة بعيدة عن المؤثرات الخارجية، وأقصد الأفكار والايدولوجيات التي تساهم في تشويه النصوص وتحميلها ما طاقة لها به. إن صدور الطبعة الثانية من كتاب” أنسنة الشعر” فرصة مهمة للمهتمين بالشأن الأدبي، إعادة قراءة تجربة فوزي كريم، قراءة جديدة، بعيدة عن أية موجهات، عبر كتاب ” أنسنة الشعر” الذي استطاع أن يقدم فوزي تقديما يليق به.