الحب في زمن كورونا

سمير خليل

وسط اجواء الترقب والقلق والخوف والملل، يلازم نحو ربع سكان العالم الزاميا منازلهم بمواجهة عدو شرس ارتدى حلة الوباء اسمه كورونا، هذا العدو الذي لا يرى بالعين المجردة ارعب العالم منذ ظهوره في مدينة ووهان وسط الصين شهر كانون الاول من العام الماضي.

 فيروس كورونا او(كوفيد 19 ) اجبر نحو1.7 مليار شخص على البقاء في منازلهم بناء على توجيهات لحكومات من دول العالم ويعد هذا جزءا من التدابير الصارمة التي تتخذها هذه الحكومات لحماية سكانها. هذا المرض الذي اعلنت الوكالة الأممية المعنية بالصحة تفشيه بأنه تحول الى جائحة، ما يشير أنه انتشر رسميا عبر مناطق جغرافية كبيرة تغطي قارات متعددة والعالم بأسره.

وسط هذا البلاء الذي اصاب كل دول العالم بالعجز عن ايجاد وسيلة للحد من انتشاره او القضاء عليه بصورة نهائية، رسمت صورا انسانية مأساوية تجسد الصراع بين ارادة البشر وبين هذا المرض القاتل في مقابل صور  مشرقة تجسد العمق الانساني لدى البشر من خلال التضامن الاممي في مواجهة هذا الخطر، وهذه المواجهة تضمنت خطوات على شكل مساعدات طبية وغذائية.

هنا في العراق، الذي مر أهله بامتحانات واهوال ومصائب ونوائب متنوعة، يصطف اليوم مع دول العالم في مواجهة هذا الخطر الفتاك، لكننا مقارنة بالدول الاخرى لا نمتلك مع الاسف ارضية علمية او طبية متكافئة في مواجهة هذا الفايروس، بجانب قلة الوعي والثقافة المجتمعية والصحية عند البعض، وضعف التمترس لصد الأمراض الفتاكة.

الصورة المشرقة وسط هذه الازمة تتمثل بالتقارب والتلاحم الاجتماعي، فبعد ان تضررت عائلات كثيرة من هذا الوضع الذي انعكس على حياة العمال والكسبة الذين فقدوا موارد ايامهم بجانب عائلات كثيرة متعففة،  فان مبادرات انسانية طيبة ولدت من اجل مساعدة العراقي لأخيه ما يدل ان معدن هذ العراقي يتوهج بالطيبة واللحمة والتآخي، بجانب استنفار المؤسسات والفرق الصحية والقوات الامنية اللذين يعملون ليلا نهارا لتأمين راحة وارواح الناس، هذه الصور مع صور اخرى للتخفيف عن كاهل الناس باتت سلاحا مضافا في محاربة هذا الوباء، نحن وكل العالم نأمل جميعا ان يتلاشى هذا الوباء ويصبح ذكرى من ذكريات الكوارث والمآسي الانسانية كي يعيش الجميع بأمان وسلام ولا ننسى ان هذا الفايروس القاتل وضع الجميع في كفة واحدة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة