شجعان بقمصان بيض

هذا الجيل العراقي الجديد يبشر بحقبة وعي تمتد من انطلاق التظاهرات والاعتصامات وتصل حتى طلوع الفجر على بلاد مابين النهرين ..هؤلاء الانقياء يشبهون الورود الغضة القادرة على نشر الحب في ارجاء الساحات ..ذوو القمصان البيض لم يخذلوا العراق وتصدروا المشهد الاصلاحي مع أول دفعة من المتظاهرين لم يرفعوا شعارا عرقيا أو طائفيا يصطفون في كل صباح مثل الطيور ويخرجون اسرابا وينشدون بشجاعة ..نريد وطن ..الحلم مشروع والمطالبة شرعية والاحتجاج سلمي والانتفاضة قائمة ..لكن الخيبة أن لانجد أحدا من رموز السلطة ينصت الى هؤلاء الواعين ..ويغيب في المشهد أي حوار معهم والخيبة أن لايناصرهم اساتذتهم في الجامعات والمدارس وان لايتكامل معهم ذوو المهن الأخرى ..اقولها بصوت عال ..أنتم الشرفاء أيها الاحبة يامن طرزتم اجمل صورة في لوحة الاصلاح الكبيرة ويامن منحتم نصب الحرية ألقه وجسدتم الانتماء لانتفاضة تشرين من دون عنوان سياسي أو حزبي وان كانت باحات الجامعة وصفوف الدراسة تشتاق اليكم فان آمال العراقيين بكم عظيمة بأن تنطوي صفحة الظلم وتشرق الشمس من جديد وتعودوا إلى مقاعد الدراسة .. ومادام هذا الشعاع يمتد كل يوم ويغطي بنوره شوارع بغداد والناصرية والنجف وبابل وكربلاء والديوانية والسماوة والبصرة والكوت والعمارة فلا خوف على العراق واهله ومنذ ان سقط أول شهيد من الطلبة بقميصه الأبيض سجلت هذه الانتفاضة انتصارها وسيقف التاريخ طويلا عند هؤلاء الفتية الذين طردوا اليأس وجلبوا التفاؤل وقد تنبأ بحضورهم شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري حين قال
افتيان الخليج وكل زرع رديء سوف يلفظه الحصيد
وسوف يرف بعد اليوم ظل على جمرات هاجرة مديد
سيبدل من صدى نغم شقي باوتار المنى نغم سعيد
فان تك اطبقت جدر الليالي فسوف يشق من فجر عمود
وان تزد الميوعة من بنيها
فام الضر والبلوى ولود
سينهض من صميم اليأس جيل عنيد البأس جبار عنيد
يقايض مايكون بما يرجى
ويعطف مايراد بما يريد

د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة