- 1 –
ربما يتوهم البعض أنَّ القدرة على الاسهام في تقديم المساعدات والمعونات للفقراء والمستضعفين والمحتاجين محصورة بيد طبقة معينة وهي طبقة الأثرياء وأصحاب الأرصدة الضخمة.
وهذا ليس بصحيح على الاطلاق ،
ذلك أنّك لا تجد انساناً فقيراً الاّ وتجد الى جانبه من هو أشد فقراً منه ..
فالفقر امر نسبي – كما هو معلوم .
- 2 –
والاسهام في إعانة من يحتاج الى الاعانة، لا يرتبط بكثرة المال أو قلته ، بمقدار ما يرتبط بالنفس الطيّبة ،التي تأبى الاّ ان يكون لها دورها في تخفيف وطأة الحاجة عن أصحابها …
فتجود ولو بالقليل لأنها تعتقد بانّ ذلك خيرٌ من العدم .
- 3 –
وقد قرأت خبراً راقني فأحببتُ أنْ انقله لكم تعميما للفائدة
يقول الخبر :
اتصل أحدهم بمقدّم برنامج اذاعي في مصر وقال له :
انه محتاج الى جراء عملية جراحية تبلغ كلفتها 150 ألف دولار، وهو يأمل أنْ يفتح له باب التبرعات من المستمعين لكي يتمكن من اجراء العملية الجراحية المذكورة ويتخلص من المرض .
وهنا بدأت الاتصالات بالمذيع وإخبارِهِ بمقادير التبرعات .
وممن اتصل بالمذيع شاب قال له :
أنا اتبرع بدولارين .
فقال المذيع :
ولماذا اقتصرتَ على دولارين فقط ؟
قال :
انها نصف ما أملك
وأنا عاطل عن العمل
ثم اتصل بالمذيع شخص آخر وقال :
انا اتبرع بثمانية آلاف دولار، 4000 دولار منها للمريض، و 4000 للشاب العاطل عن العمل، ثم اتصل بالمذيع شخص آخر وقال :
أنا اتبرع بعشرة آلاف دولار 5000 دولار منها للمريض ، و5000 آلاف دولار للشاب العاطل عن العمل .
وفي الخبر ان المذيع استدعى الشاب العاطل عن العمل واجرى معه لقاء اذاعيا وقدّم له المبلغ الكبير الذي كان قد وصله ممن تبرع له .
وكشف الشاب العاطل عن العمل عن مؤهلاته فتسابقت الشركات وارباب العمل لأعلان استعدادهم لتوفير فرصة العمل المطلوبة له…
انّ المبادرة الطيّبة والاسهام ولو بشيء ضئيل للتخفيف من معاناة الآخر فيه خيرٌ كثير، وله مردوداته الايجابية العظيمة، فقد تحوّل دافعُ الدولارين الى رجل يملك الآلاف ، وحصل على ما كان يبحث عنه من العمل ..
فلا ينبغي ان نزهد في اسداء يد العون والمساعدة لمن يحتاجها منّا حتى اذا كانت المساهمة محدودة ضئيلة .
وبهذا تنمو النزعات الخيّرة في النفس ، وتظهر آثارها الاجتماعية والانسانية .