- 1 –
لكبار المجتهدين في النجف الأشرف دروسٌ في الفقه الاستدلالي ودروسٌ في علم أصول الفقه يحضرها عدد غفير من الفضلاء .
ان هذه الدروس العالية هي (المصنع) الذي يُنتج المجتهدين ويُعدّهُم لمواكبة الحاجات المتجددة .
ولم تشهد النجف الأشرف عبر تاريخها الطويل فراغاً في الجانب العلمي على الاطلاق، فهناك المراجع، وهناك طبقة من المجتهدين الأعلام الذين يزاولون مهمات البحث العالي في الفقه والاصول، وهؤلاء يُشكلّون الرصيد الاحتياطي للحوزة العلمية على مدار الأيام .
- 2 –
ومن مشاهير المراجع الأعلام الشيخ محمد حسن النجفي الملقب بصاحب الجواهر نسبةً الى كتاب له اسمه (جواهر الكلام في شرائع الاسلام) وهو أكبر موسوعة في الفقه الجعفري ابتدأتْ بكتاب (الطهارة ) وانتهتْ بكتاب (الديات) ، وقد نالت هذه الموسوعة شهرة كبيرة لما اتسمت به من سماتٍ علمية وخصائص فنيّة وَلِما انطوت عليه من شمول واستيعاب .
هناك الكثير من الموسوعات الفقهية المهمة ولكنها – للاسف– ليست كاملة ،فبعضها اقتصر على العبادات بينما لم يستوعب بعضها الآخر حتى العبادات….
- 3 –
ومن تلاميذ صاحب الجواهر الفقيه الكبير المرحوم الشيخ على الخليلي ت 1297 وقد ذكروا له موقفاً متميزاً في مجلس درس استاذه صاحب الجواهر .
قالوا : ان احد كبار العلماء حضر مجلس درس الشيخ صاحب الجواهر ، وكان قد أعدَّ مسألة علمية معيّنة لا تخلو من صعوبة أراد إثارتَها مع الشيخ صاحب الجواهر حينما ينتهي من إلقاء درسه على طلابه ، وقبل ان ينزل الشيخ من منبره طرح هذا العالم الوافد مسألتَه ، وهنا تصدّى الشيخ علي الخليلي للجواب قبل استاذه وكان جوابه في منتهى السداد والصواب .
وهذا ما جعل العالم الوافد على قناعة تامة بالمكانة العلمية العليا التي يتمتع بها صاحب الجواهر ولسان حاله يقول :
اذا كان (التلميذ) على مثل هذا المستوى العلمي فكيف يكون (الاستاذ) ؟
- 4 –
وذكرّني هذا بما نُقل عن احد كبار الادباء وقد قيل له :
ان ( نهج البلاغة) هو كتاب للشريف الرضي وليس لاميرالمؤمنين الامام علي بن ابي طالب فقال :
لا تقولوا ذلك :
لان بليغا من بلغاء الامامية اذا استطاع ان يكون على هذه الدرجة العالية من الحكمة والبلاغة فكيف يكون إمامهم ؟
وهذا ما يدحضُ ادعاءكم ..!!
حسين الصدر