في الذكرى السنوية الـ 120 لعيد الصحافة الكردية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
في حين طالبت حكومة الإقليم الصحفيين والإعلاميين الى الالتزام بالضوابط والابتعاد عن التسقيط السياسي خلال حملات الدعاية الانتخابية التي يشهدها الإقليم، أعلنت نقابة صحفيي كردستان، عن تأجيل الاحتفال بعيد الصحافة الكردية الى ما بعد الانتخابات في 12 آيار المقبل.
وقال كاروان انور سكرتير نقابة صحفيي كردستان مكتب السليمانية في تصريح للصباح الجديد بمناسبة الذكرى السنوية ال 120 لعيد الصحافة الكردية، ان النقابة تتابع عن كثب أوضاع الاعلام حاليا في خضم الحملة الانتخابية، لذا فهي قررت تأجيل الاحتفال بمناسبة عيد الصحافة الكردية الذي صادف امس الاحد الى ما بعد الانتخابات المقبلة.
واضاف انور» انه وبعد مرور 120عاما على اصدار اول صحيفة كردية، ما زالت شريحة الصحفيين تمتاز بانها من افقر مكونات المجتمع، وما زالت وسائل الاعلام توظف مجهودات وامكانات الصحفيين لمصلحة اصحابها واجنداتها السياسية.
وسلط انور الضوء على جملة من التجاوزات والانتهاكات التي مورست وما زالت تمارس بحق الصحفيين، وقال « ما زالت خمسة ملفات لاغتيال صحفيين مفتوحة ولم يتم حسمها وتقديم المتورطين الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، بينما يتعرض الصحفيون الى الاضطهاد والعنف المفرط باشكال ووسائل مختلفة، وتنتهك يوميا حقوقهم الوظيفية، بينما تسلب امتيازاتهم وتكون عقود العمل في مصلحة اصحاب المؤسسات الاعلامية.
وتابع « ان مسلسل منع الصحفيين من حقهم في الحصول على المعلومة والادلة ما زال مستمرا، بينما العلاقة بين الصحفي ورجل الامن ما زالت غير ودية، فضلاً عن تفشي المحسوبية والمنسوبية في اعتماد الصحفيين، وانعدام البيئة المناسبة لعمل المرأة الصحفية، وعدم وجود قانون يحدد عمل الصحفي ويضمن حقوقه، واردف» برغم وجود عدد هائل من وسائل الاعلام الا ان اغلبها يفتقر الى المهنية والتأثير الايجابي على المتلقين». وطالب انور النقابة بانهاء هيمنة الاحزاب وسيطرتها على سوق الاعلاميين، والعمل على سن قانون تقاعد الصحفيين، ودعا وسائل الاعلام الى الابتعاد عن التسقيط السياسي وشق الوحدة الوطنية خلال حملات الدعاية الانتخابية.حكومة الاقليم بدورها طالبت الصحفيين ليكونوا الجسر الرابط بين المواطنين والحكومة.
وقالت حكومة الإقليم الذي يتهمها الصحفيون بالاعتداء على حقوقهم وممارسة العديد من الانتهاكات والتجاوزات لمنعهم من اداء دورهم المفترض، وتحديدا خلال التظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي شهدها الاقليم مؤخرا، في بيان امس الأحد، ان على المؤسسات الإعلامية والصحفيين ان يكونوا الجسر الرابط بين المواطنين والحكومة، مشيرة الى انه من دواعي السرور أن تعمل في إقليم كردستان عشرات المؤسسات الصحفية والإعلامية باختلاف آرائها ورسائلها السياسية في جو من الحرية.
وبينما هنأ مجلس الوزراء الصحفيين بمناسبة الذكرى السنوية الـ120 لصدور أولى جريدة كردية، دعا الى الابتعاد عن أي تصرف أو فعل يضر بسمعة ومكانة الإعلام الكردي، والسلم والاستقرار المجتمعيين، أكد حرص حكومة الاقليم، على توفير الأجواء المناسبة والحضارية للعمل الصحفي.
مطالباً المؤسسات الإعلامية والصحفيين إلى جانب دورهم الفاعل في حماية السلم الاجتماعي وتطوير الثقافة السياسية والاجتماعية والتراثية للمجتمع، أن يكون لهم دور مؤثر في مساعدة المؤسسات الحكومية في مجال الرقابة ومتابعة الأعمال والمشاريع المختلفة، ليكونوا بذلك الجسر الرابط بين المواطنين والحكومة. من جانبه قال رئيس تحرير موقع شار بريس الإلكتروني الصحفي كمال رؤوف، ان واقع العمل الصحفي لا يختلف في كردستان عن الواقع العام السياسي والاجتماعي والفني والثقافي، السائد الان في ظل السلطات الحاكمة لهذا المجتمع.
واضاف في تصريح للصباح الجديد، انه وعلى الرغم من ان العمل الصحفي شهد تطورا في بعض جوانبه خلال المرحلة السابقة، الا انه في اوجه اخرى شهدت تراجعا ملحوظا، نفتقد فيه الى بناء مؤسسات اعلامية مستقلة، وتسببت الازمات السياسية والاقتصادية الى القضاء على دور ومكانة الصحافة المستقلة في الاقليم.
وقال ان الاعوام السابقة التي تلت الازمة الاقتصادية شهدت اغلاق العشرات من الجرائد والمجلات والمواقع الاهلية، واردف «على سبيل المثال نحن في مؤسسة شار بريس نظرا لشحة الموارد المالية قمنا بايقاف اصدار المجلة الاسبوعية الي كنا نصدرها وابقينا على الموقع الالكتروني فقط، الذي يديره الان اربعة صحفيين فقط، بعد ان كان 25 صحفيا يعملون على مدار الساعة في الموقع».
يشار الى ان الأمير مقداد مدحت بدرخان اصدر اول جريدة باسم «كردستان» في العاصمة المصرية القاهرة في 22 نيسان عام 1898، والتي مثلت الخطوة الأولى والتاريخية في وضع حجر الأساس للصحافة الكردية والتي كانت بمنزلة منعطف تاريخي مهم في تاريخ الشعب الكردي المعاصر، إذ تمكن القائمون على تحرير هذه الجريدة من إصـدار 31 عددا على امتداد 4 سنوات.
وأصبحت جريدة (كردستان) منبراً للإيديولوجية السياسية الكردية، وحافظت على دورها الريادي في مجال الفكر السياسي والإيديولوجية الكردية، ويعود لها الفضل في تسهيل طريق الحرية والتحرر والتقدم الحضاري.
وكان صدورها في القاهرة بعيدا عن ارض كردستان يعد تأكيدا للمعاناة والظلم الذي عاشه الشعب الكردي والذي منع من ممارسة ابسط حقوقه المشروعة على أرضه وبلسانه الذي يميزه عن بقية أقوام العالم، وكانت صحيفة كردستان بداية تدفق كلمات المقاومة ضد عهد الدولة العثمانية، الذي كان عهد الظلم والجهل واستغلال وحرمان حقوق الكرد والقوميات الاخرى من حقوقهم القومية والثقافية.