يتداول الوسط المجتمعي العراقي مقولة منسوبة الى المرجعية الدينية يقول مضمونها( ان المجرب لايجرب) ..وهي دعوة اطلقها ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي كربلائي وهي في الحقيقة جزء مقتطع من حديث لامير البلاغة الامام علي بن ابي طالب(ع) جاء فيه (ثمانية إذا أُهينوا فلا يلومون إلاّ أنفسهم: الآتي طعاما لم يُدعَ إليه والمتأمِّر على رب البيت في بيته، وطالب المعروف من غير أهله والدَّاخل بين اثنين لم يُدخلاه والمُستخِفُّ بالسلطان والجالس مجلساً ليس له بأهل والمُقبل بحديثه على من لا يسمعُه و(مَن جرَّب المُجرَّب) وبالتالي فان المفهوم الفلسفي لهذا الحديث مفهوم اخلاقي يدعو الناس فيه الى التحري عن الصالح والنافع واجتناب السيء والضار ولاجدال بان هذه الدعوة تحمل في معانيها قواعد سلوكية وتوجيها اجتماعيا وارشادا لمن هو في تيه وتردد وحيرة او من التبست عليه الامور ولم يعد يفرق بين الصالح والطالح ويخطيء من يظن ان في هذه القاعدة ظلما او انتقاصا من الذين تبوأوا مقاعد المسؤولية وخاضوا غمار السلطة واصابوا ونجحوا في مهمتهم بشهادة الجمهور او باعتراف من هم قادرون على التقييم والتحكم اذ ان فحوى هذه المقولة سواء اكانت مصدقة او غير مصدقة من المرجعية الدينية وسواء اكانت مؤيدة او غير مؤيدة تؤكد على ضرورة الاستفادة من التجربة فان كان المجرب ذا مقدرة وتأهيل وتمكين فمن الممكن اتخاذه انموذجا ناجحا واتخاذ مسيرته ومشروعه وبرنامجه هو ايضا انموذجا ناجحا وان كان المجرب خلاف ذلك اي ثبت فيه وفي عمله الفشل فلا مجال لاعادة اختياره او تنصيبه باية مسؤولية اخرى وماعلى الجميع الا ان يحكم بميزان العقل وميزان المعاملة وميزان التلقي والتقييم والمشورة في الحكم على الاداء والتعرف على مواطن الضعف والقوة لاي شخص رشح الى الانتخابات ممن جربوا او ممن لم يجربوا ومن المهم والاولى ان تكون الاستقلالية والموضوعية حاضرة والتحيز والتبعية منبوذة والامر متروك في النهاية للناخبين في خيارهم ..فتخيروا لكم ولوطنكم فان المجرب الفاشل بالتأكيد سيجلب لكم المزيد من الحسرة والندامة .
د. علي شمخي
المجرب ..انموذجا !
التعليقات مغلقة