التصعيد المستمر على إدلب ومحيطها يقتل المزيد من المدنيين ولا استجابة لوقفه

270 الف شخص نزحوا و280 قتلوا من جرائه

متابعة ـ الصباح الجديد :

قتل 13 مدنياً على الأقل أمس الأربعاء، في قصف جوي سوري استهدف محافظة إدلب شمال غربي البلاد والتي تشهد مناطق منها منذ شهر تصعيداً عسكرياً عنيفاً لقوات النظام وحليفتها روسيا.
وتستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي منذ نهاية نيسان ومناطق مجاورة له، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى، كما دفع بحركة نزوح ضخمة إلى مناطق أكثر أمناً من «جحيم ادلب» كما يصف المراقبون، على الرغم من دعوات الأمم المتحدة وواشنطن المتكررة لوقف التصعيد.
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 13 مدنياً امس الأربعاء في قصف لقوات النظام بينهم سبعة قضوا في غارات استهدفت قرية سرجة في ريف إدلب الجنوبي، فضلاً عن أربعة من عائلة واحدة في قصف بالبراميل المتفجرة استهدف بلدة البارة. وقتل أثنان آخران في قصف على بلدة الهبيط، التي تسعى قوات النظام للتقدم باتجاهها.
ويأتي ذلك غداة مقتل 27 مدنياً في القصف المتواصل، في حصيلة هي الأكبر منذ نهاية نيسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «يتواصل قصف النظام وروسيا بكثافة على مناطق عدة»، مشيراً إلى أن الغارات الروسية تتركز على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.
وترد الفصائل، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، التي تسعى إلى صد تقدم قوات النظام في ريف حماة الشمالي، باستهداف مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن مواطنة قتلت وأصيب سبعة بجروح في قصف لما تصفه بـ»المجموعات الإرهابية» استهدف بلدات عدة في شمال حماة.
توعد بالاستمرار
وبلغت حصيلة القتلى جراء قصف قوات النظام وروسيا منذ شهر نحو 280 مدنياً بينهم عشرات الأطفال، وفق المرصد السوري.
وفي القرى المستهدفة، يعمد المدنيون إلى حفر القبور ودفن الموتى في وقت متأخر ليلاً خشية من القصف، وفق ما شاهد مصور لفرانس برس.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة، كما تتواجد في المنطقة فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى أقل نفوذاً.
وتخضع المنطقة المستهدفة لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمقاتلة، لم يتم استكمال تنفيذه.
وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً بعد توقيع الاتفاق في أيلول ، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ شباط قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية اليها لاحقاً. وزادت وتيرة القصف بشكل كبير منذ نهاية شهر نيسان.
ولم تعلن دمشق رسمياً بدء هجوم واسع لطالما لوحت بشنه على إدلب ومحيطها، لكن الاعلام الرسمي يواكب يومياً تقدم قوات النظام.
وسيطرت قوات النظام خلال الأسابيع الماضية على بلدات عدة في ريف حماة الشمالي، بينها كفرنبودة وقلعة المضيق.
ويرجح محللون أن تواصل قوات النظام تصعيدها من دون أن يتحول إلى هجوم واسع للسيطرة على المحافظة المحاذية لتركيا، التي تخشى موجة نزوح ضخمة بالقرب من حدودها.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري خلال جلسة لمجلس الامن امس الاول الثلاثاء إن دمشق «لن تألو جهداً لتخليص مواطنيها في إدلب من سيطرة التنظيمات الإرهابية».
وأمام الجلسة، حذرت مساعدة الامين العام للامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية أورسولا مولر أن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى توقف تام في عمل منظمات الإغاثة، مشيرة إلى أن منظمات عدة علقت أساساً عملها في المنطقة المستهدفة.
ومنذ نهاية نيسان ، نزح 270 ألف شخص من منطقة التصعيد، وفق قولها، كما طال القصف 22 مستشفى وعيادة طبية.
واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية من جهتها ان التطورات في إدلب من «الهجمات على المدنيين والبنى التحتية العامة مثل المدارس أو الاسواق أو المستشفيات تشكّل تصعيداً متهوّراً وغير مقبول».
ومنذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا في العام 2015، تمكنت قوات النظام بدعم جوي روسي وميداني من مقاتلين إيرانيين وحزب الله اللبناني من استعادة السيطرة على غالبية معاقل الفصائل المعارضة.
ولم تعد الفصائل تسيطر سوى على مناطق محدودة، بينها الجزء الأكبر من محافظة إدلب التي تعد معقل هيئة تحرير الشام، كما تسيطر فصائل موالية لأنقرة مدعومة من قوات تركية على مناطق حدودية في ريف حلب الشمالي.
ومنذ اندلاعه في آذار العام 2011، أسفر النزاع السوري عن مقتل أكثر من 370 شخصاً وتسبب بنزوح ولجوء أكثر من نصف سكان البلاد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة