بعد ان تولدت حالة من الإحجام الشعبي عن شرائها
بغداد – الصباح الجديد:
زاد الإقبال على المنتجات العراقية، من قبل الشعب بعد الحملة التي أطلقها المتظاهرون بساحات الاعتصام في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب، منذ مطلع تشرين الأول الماضي، لدعم الإنتاج الوطني، ومقاطعة المستوردة.
فقد أطلق ناشطون على صفحات موقع «فيسبوك» حملة «صنع في العراق» مخصصة لدعم المنتجات العراقية، الغاية من ذلك بحسب القائمين على الحملة هو توعية المواطنين بأهمية دعم المنتجات الوطنية بجميع المجالات وفتح المجال أمامها ودعمها وعدم اقتناء أي منتج غير محلي.
وتناقل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، صورا كتب عليها «معا لدعم المنتجات الوطنية»، وأخرى كتب عليها «صنع مع الحب في العراق».
كما تناقل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لممثلة المجلس البريطاني في العراق فيكتوريا لايندسي وهي تتبضع منتجات عراقية من أحد مراكز التسوق في بغداد لتنضم لحملة دعم المنتج الوطني.
ويتفنن الشاب العراقي البصري، ميثم سعد، بعمل الحلوى من التمر البرحي، مغطاة بشوكولاته فاخرة، والمكسرات الأطيب طعما، منها الجوز، والفستق الأخضر، واللوز المحمص، متأنقة في أعشاش من الورق الناعم، لتصبح اختيارا كهدية للمقربين، عن طعمها الأسر الحواس، في علبة زرقاء تحمل نقشا لبوابة بابل التاريخية.
ولاقى مشروع «برحية» المستوحى من أسم أغلى أنواع التمور في العراق، وهو البرحي، إقبالا كبيرا في الآونة الأخيرة ضمن سياق دعم المنتوج الوطني الذي أطلقه العراقيون في إنعاش بلادهم وإحياء ثرواتها، ومقاطعة المنتجات المستوردة على رأسها الإيرانية.
كما شن ناشطون مدنيون عراقيون حملة لمقاطعة البضائع الإيرانية، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد والاتهامات الموجهة لإيران بالوقوف خلف حكومة بغداد في مسألة استعمال العنف ضد المتظاهرين وتدخلاتها السياسية في البلاد.
وقال الخبير الاقتصادي يحيى السلطاني « أن عدم دخول البضائع الاجنبية بسبب الظروف الراهنة من تظاهرات والضغط الشعبي على الحكومة العراقية، حيث تولدت حالة من الإحجام الشعبي عن شرائها، باتت هذه البضائع بحاجة إلى من يعوضها في السوق العراقية، وخير معوض لها هي السوق الخليجية، ذلك أن البضائع الإيرانية تمتاز بانخفاض أسعارها، الأمر الذي يحتاج معه إلى سوق يمتلك سيولة قوية من أجل منافستها من حيث السعر ومن حيث الجودة، ودول الخليج الوحيدة التي لها القدرة على ذلك، فهي قد لا تبحث عن الربح، وإنما لسد حاجة السوق العراقية وجذب العراق نحو أسواقهم.»
وفي السياق نفسه ذكرت وكالة الأنباء السعودية تفاصيل الجلسة، التي عقدها مجلس الوزراء وترأسها العاهل السعودي، حيث أعلن موافقة المملكة على مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية العراق للتعاون الاقتصادي.
عن هذا الموضوع يضيف الخبير الاقتصادي العراقي «تزامنت مسألة الموافقة على مذكرة التفاهم بين الجانبين العراقي والسعودي وما يجري في العراق من تظاهرات، وهو أمر قد خدم الجانب السعودي، خصوصا وأن التبادل التجاري بين السعودية والعراق كان بحدود 400 مليون دولار، وخلال فترة التظاهرات ارتفع إلى ثلاثة أضعاف، حيث وصل التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار وثلاثمائة مليون دولار».
وأكد السلطاني أن «التجار العراقيين باتوا يتجهون صوب السعودية، كون البضاعة الإيرانية تشهد ركودا وإحجاما عن استهلاكها، لذا فإن الجانب السعودي استغل ذلك ونشط حركته التجارية مع العراق، عبر مذكرات التفاهم، من أجل سد النقص الذي يحدث في السوق العراقية، بسبب قلة استيراد البضائع الإيرانية».
ويواصل المتظاهرون في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، احتجاجاتهم، مع اعتصامات الطلاب، وإضرابهم عن الدوام الرسمي للشهر الثالث على التوالي، حتى الآن، منذ مطلع أكتوبر الماضي، لحين تلبية جميع المطالب.