عشرات الآلاف يتظاهرون في فرنسا ضد تعنيف النساء وقتلهن

116 امرأة قتلها شريكها أو شريك سابق لها منذ مطلع 2019

الصباح الجديد ـ وكالات:
نزل الآلاف إلى شوارع فرنسا امس الأول السبت للتظاهر ضد تعنيف النساء وقتلهن. ففي باريس، انطلقت مسيرة من ساحة الأوبرا تعبيرا عن رفض هذه الظاهرة المتفاقمة في المجتمع الفرنسي. فمنذ بداية العام الجاري قُتلت أكثر من مئة امرأة فرنسية نتيجة العنف الممارس عليهن. وأمام ارتفاع هذا العدد يوميا، تأمل الجمعيات الحقوقية في الحصول على المزيد من الإجراءات والتدابير الملموسة من الحكومة ضد تعنيف النساء مثل السوار الإلكتروني.
وشارك الآلاف امس الأول السبت في مظاهرات جابت شوارع المدن الفرنسية للمطالبة بوقف العنف القائم على التمييز على أساس الجنس والعنف الجنسي وجرائم قتل النساء التي يثير عددها المتزايد (116 منذ مطلع العام حسب وكالة الأنباء الفرنسية) موجة تنديد عارمة غير مسبوقة في البلاد.
وفي باريس، وخلف لافتة تابعة للاتحاد الوطني لعائلات الضحايا، حمل عدة أشخاص لافتات عليها صورة قريباتهم اللاتي قُتلن. وكان من المقرر تنفيذ نحو 30 مسيرة في مناطق أخرى بفرنسا.
وردد المحتجون في العاصمة الفرنسية، ومعظمهم من النساء، هتافات مناوئة للعنف الأسري ورفعن لافتات باللون القرمزي سجلت أسماء الضحايا وكُتب عليها شعارات منها “كفى قتلا”. واللون القرمزي رمز تستخدمه حركة حقوق المرأة. وقالت كارولين دو هاس إحدى منظمي التحرك في باريس “نعتقد أن هذه ستكون مسيرة تاريخية”، معتبرة أن “مستوى الوعي… بدأ يتغير بطريقة جذرية”.
وتهدف هذه المسيرات للضغط على الحكومة قبل يومين من اختتام استشارات حول العنف الأسري، أطلقت مطلع أيلول، من أجل العمل على وضع حد لهذه الآفة. ومن المقرر أن يعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب إجراءات في هذا الصدد تنتظرها المنظمات المعنية بفارغ الصبر.
وأكد منظمو المسيرات في دعوة نشرت عبر فيس بوك “لم يعد بوسعنا تعداد الحالات التي كان يمكن فيها تفادي وقوع جريمة قتل بحق امرأة”، مضيفين “عبر هذه المسيرة، سنضمن أن السلطات ستتخذ أخيرا الإجراءات الضرورية”.
ومنذ مطلع 2019، قتلت على الأقل 116 امرأة من قبل شريكها أو شريك سابق لها، وفق تعداد ودراسة لكل حالة على حدة أجرتها وكالة الأنباء الفرنسية. وخلال عام 2018، بلغ عدد ضحايا العنف الأسري 121 امرأة، وفق وزارة الداخلية.
وأظهرت بيانات رسمية أن نحو 213 ألف امرأة كل عام تقع ضحية للعنف الجسدي أو الجنسي أو الاثنين معا، من قبل شريكها أو شريك سابق، أي ما يساوي 1% من عدد النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 18 و75 عاما.
والعام الماضي، تظاهر نحو خمسين ألف شخص في كافة أنحاء فرنسا، بينهم ثلاثون ألفا في باريس، وفق المنظمين (12 ألفا بحسب الشرطة) للضغط على السلطات بشأن هذه القضية. ودعيت أكثر من سبعين منظمة وحزب ونقابة وجمعية إضافة إلى شخصيات عدة للمشاركة في المسيرة. ومن المقرر أن تعلن الحكومة الاثنين نحو 40 تدبيرا بهذا الشأن.
وقدمت وزيرة الدولة لشؤون المساواة بين الرجل والمرأة مارلين شيابا ووزير الداخلية كريستوف كاستانير الجمعة “جدول تقييم” يهدف إلى مساعدة قوات الأمن لتتمكن من تقدير الأخطار المحيطة بالنساء الضحايا بشكل أفضل عند تقديمهن شكاوى.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة