أبيات شائعة واضاءات نافعة

-1-
صَبِّر النفسَ عندَ كلِّ مُلّمٍ
إنَّ في الصبر حيلةَ المحتالِ
قائله : أمية بن ابي الصلت
والوصية بالصبر تنطلق من أنَّ الانسان كثيراً ما يواجه ألوان التحديات والمصاعب، وقد تهجم عليه المصائب فلا بد من أنْ يدّرع الصبر ويجعله حصنه الحصين في الملمات والأزمات والبيت من أبيات قال فيها :
يا قليلَ العزاءِ في الأهوالِ
وكثيرَ الهمومِ والأوجالِ
صبّرْ النفس عند كُلِّ مُلّمٍ
إنَّ في الصبرِ حيلةَ المحتالِ
ربما تجزعُ النفوسُ من الأمر
له فرجّةٌ كحلّ العقالِ
وعاقبة الصبر محمودة فلابد أنْ يطلع الفجر مهما طال الليل ..
-2-
اذا وَتَرْتَ امرءاً فاحذر عدواتَهُ
مَنْ يزرع الشوكَ يجني بهِ العِنَبا
البيت (لأبي أذينة اللخمي)
خاطب ابن عمه ( الأسود بن المنذر) وحذرّه من أنْ يأمن جانب الأعداء .
والمهم : ان الانسان يحصد ما يزرع ، فمن زرع الشوك لن يجني العنب ..
وتلك كلمة صادقة ذات رنين ..
-3-
اذا ما صنِعت الزاد فالتمسي له
أكيلاً فاني لستُ أكله وحدي
البيت : لحاتم الطائي يخاطب به زوجته
(راجع ديوانه (19)
لن يأكل الكريم زاده وحده، فآكل الزاد وحده مذموم، والبخلاء عادة لا نصيب لغيرهم فيما يأكلون .
-4-
وايّاك من فرط المزاح فانّه
جديرٌ بِتَسْفيِهِ الحليمِ المسدَّدِ
قائله : عدي بن زيد
ان الاستمرار في اصطناع المزاح مضرٌ بالهيبة وبالوقار، ويثلم الشخصية اذ يعرّض الحليم الى ان تثار عليه شبهات السفه ..
ان المقدار الذي لاضرر فيه من المزاح هو مقدار ما يوضع من الملح في الطعام ..
-5-
أأُسيدُ انْ مالاً ملكتَ
فَسِرْ به سيراً جميلا
هكذا أوصى ذو الاصبع العدواني ولده أسيداً مشددّاً على اهمية الالتزام بالانفاق المحمود ويؤسفنا ان نقول :
ان الكثير من أصحاب الأموال في العراق لا يسيرون به السير الجميل اذ يهربونه الى خارج الوطن ويوظفونه في مشاريع لا تعود على الوطن وابنائه بالنفع، بينما السير الجميل بالمال يقتضيهم ان يكون الوطن وابناؤه طليعة المستفيدين ..!!
-6-
وان كانت النعماء عندك لامرئٍ
فمثلا بها فآجزِ المُطالِبَ وازددِ
قائله : عدي بن زيد
وهو يدعو للمجازاة بالمثل، فاليد البيضاء التي أُسديت اليك لابد ان ترد عليها بيد بيضاء مثلها، والأفضل ان تزيد عليها مع الامكان، انها دعوة صريحة للاحسان لمن احسن اليك لاسيما وأنْ هناك الكثيرين ممن لا يتورع عن الاساءة الى من أحسن اليه فضلاً عن اصطناع الاساءة الى غيره ..!!
-7-
قد ينام الفتى صحيحاً فيردى
ولقد باتَ آمناً مسروراً
قائله : عدي بن زيد
والبيت من ابيات جاء فيها :
انّ للدهر صولةً فاحذَرنها
لا تبيتن قد أمنتَ الدهورا
قد ينام الفتى صحيحا فيردى
ولقد بات آمنا مسروراً
ايها النائم المغفل أبصر
أنْ تكونَ المُضللَ المغرورا
ودعِ النفس عن هواها حفاظا
ان تكون المبادِرَ المبدورا والابيات وعظية تدعو الى التأهب للانتقال الى العالم الآخر، لاسيما وان موعد الانتقال مجهول لا يعلم به الاّ الله ، فكم من صحيح آمن ذاق كأس الموت من دون ان يكون قد تأهب واستعد الى لقاء الله … ( وما تدري نفسٌ ماذا كسبت غداً وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت )

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة