العراقي الاصيل والمشاريع النافعة

-1-
لستُ أمام خيارات عديدة حين أرى من يؤثر الصالح العام ويرفض الحصول على المكاسب الشخصية على حساب الآخرين .
-2-
تلك هي سجيةُ الرجل النبيل الأصيل الذي لا تغيب عنه مصالح البلاد والعباد ، وهي التي تُشغل باله ، لا الأرباح والامتيازات الخاصة .
-3-
واذا كانت الساحة العراقية اليوم تغص بما عانته من زمر الفساد المالي والاداري، فانّ هناك رجالاً عراقيين برهنوا بالاعمال لا بالأقوال أنهم من رموز الوطنية وحب الخير للبلاد والعباد ، وانهم يرفضون الاثراء على حساب باقي المواطنين دون وجه حق .
-4-
ومن اولئك العراقيين الطيبين المخلصين الساعين الى تقديم الخدمة النافعة هو الدكتور جعفر علاوي – حفظه الله – الطبيب الانساني الكبير الذي اشتهر اسمه في العالم كواحد من أمهر الاطباء المختصين بعلاج أمراض السكري وهو يعيش في لندن منذ عقود من الزمن .
-5-
فكّر وجاهد لانشاء مركز طبي لعلاج أمراض السكري في العراق .
وبالفعل تقرر منحه أرضا زراعية عظيمة المساحة ليشيد عليها المستشفى المذكور .
وقيل له :
ادفع 4000 دولار لكي تاخذ هذه القطعة من الارض ذات الدونمات الكثيرة لتبدأ بمشروعك على بركة الله
فدفع
وحين اكتشف ان الارض الزراعية الممنوحة له بقرار من مجلس الوزراء يُراد تمليكها له شخصيا رفض ان تسجّل باسمه وأصرَّ على ان تبقى ملكاً للدولة .
وهنا تبرز الاخلاقية العالية والسمو الذاتي
انه لا يبحث عن طريق يجعله يضيف الى ممتلكاته شيئا جديداً وانما يبحث عن مشروع يُقيمه في وطنه يسد به شاغراً مهما وينفع به المصابين بداء السكري .
وللاسف الشديد لم يتمكن من تنفيذ المشروع فقد تصدّى من يضع أمامه العوائق ويحول دون إقامة هذا المشروع النافع ..!!
-6-
لو أردنا ان نطنب في تفصيلات ما بذله الدكتور جعفر علاوي من جهد ومال لانجاز المشورع الحيوي المذكور لطال بنا المقام ذلك أنَّ خرائط تفصيلية قد وضعت للمركز الطبي المراد انشاؤه ،
وهي ذات تكاليف باهظة ، مع ما تكبده الدكتور جعفر من مشاق السفر من بريطانيا الى العراق ، وعناء المراجعات الرسمية لانجاز المعاملات الخاصة .
-7-
ولا أدري بماذا يجيب اولئك الذين حالوا بينه وبين المضي قدما لتنفيذ مشروعه النافع اذا سئلوا عن ذلك ؟
انّ الأعذار الباردة لن تغني عن الحق شيئا
انهم ألحقوا الاضرار بالبلاد وبالعباد وسيلقون غيّا
-8-
وقلتُ له وهو يستعرض أتعابه وجهوده المكثفة التي بذلها لاقامة المشروع الطبي النافع :
انها مذخورة لك عند الله
لقد عملت بجد واخلاص وحسبك ذلك ( ونيّةُ المرء خير من عمله)
كما جاء في القول المأثور، وجزاك الله عنا خير الجزاء ودمت موفقا للبر والاحسان والنفع العام .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة