تركيا تبدأ هجومها صوب شمال شرق سوريا
الصباح الجديد – متابعة:
بدأت تركيا عملياتها العسكرية الهادفة الى انشاء “منطقة آمنة” شمال شرق سورية، إذ أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، بدء العملية العسكرية في المنطقة المستهدفة، وسط دعوات لدرء مخاطر ما ستسببه الهجمات من تداعيات سياسية على المستوى الاقليمي والدولي.
وذكر أردوغان أن الجيش التركي أطلق عملية “نبع السلام” ضد تنظيمي “بي كا كا/ ي ب ك” و”داعش” الإرهابيين في شمال سورية”.
وتابع الرئيس التركي، في تغريدة على “تويتر”: “سنقضي على التهديد الإرهابي الموجه ضد بلدنا من خلال عملية نبع السلام”.
وأضاف: “هدفنا هو القضاء على الممر الإرهابي المراد إنشاؤه قرب حدودنا الجنوبية، وإحلال السلام في تلك المناطق”.
وكانت كشفت الرئاسة التركية، أن القوات التركية و”الجيش السوري الحر” سيعبران معا الحدود التركية السورية قريبا، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي وافق على نقل قيادة العمليات ضد “داعش” لتركيا.
وذكر رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أمس الأربعاء، إن بلاده ليس لديها هدف في شمال شرقي سورية سوى القضاء على التهديد الذي يحدق بمواطنيها، مشيرا إلى أن إقامة المنطقة الآمنة سيمنح مليوني لاجئ فرصة العودة لديارهم.
وأردف ألطون: “سنشاهد خلال الأيام المقبلة كيف سيتلقى مسلحو تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية (ي ب ك) هذا التغيير في قيادة العمليات ضد داعش”.
وأضاف: “بالطبع هم أمام خيارين: الاستسلام من دون أي تأخير إذا كانوا يريدون فعلا مكافحة داعش، أو الإنصات لقاداتهم الذين يقولون إنهم سيشتبكون مع الجنود الأتراك، وفي هذه الحالة سنمنعهم من عرقلة أنشطتنا في مكافحة داعش”.
وأكد ألطون أن “الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية قيادة العمليات ضد داعش منذ فترة طويلة، وأن تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مستعدة وقادرة على قيادة وإتمام العملية وإعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم”.
وتابع: “نجاح العملية التي تقودها تركيا في الحرب ضد داعش هو من مصلحة العالم بأسره”، مضيفا أن “المنطقة الآمنة ستكون لصالح أوروبا أيضا، لأنها ستحل مشكلتي العنف وحالة عدم الاستقرار اللتين تعدان من أسباب الهجرة غير المنظمة والتطرف، فضلا عن ذلك ستتيح هذه الخطة حماية المواطنين الأبرياء في تركيا من هجمات تنظيم إرهابي آخر”.
ولفت ألطون إلى أن تركيا تتوقع عودة مليوني لاجئ سوري بشكل طوعي إلى بلادهم حال إنشاء منطقة آمنة بين نهر الفرات والحدود العراقية السورية وعلى عمق 32 كلم، موضحا أنه “في حال رسم الحدود الجنوبية للمنطقة الآمنة على خط دير الزور- الرقة، فإن المنطقة ستتسع لثلاثة ملايين لاجئ مع اللاجئين الذين سيعودون من أوروبا”.
وكانت حذرت الجامعة العربية تركيا من التوغل في الأراضي السورية، في وقت دعا فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الاربعاء، تركيا إلى ضبط النفس وتجنب أي عمل عسكري، بينما شدد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله على ضرورة البحث عن خيارات سليمة وصحيحة بديلة للحرب.
وجاء هذا اثر تحذير قوات سورية الديمقراطية من تدهور الأوضاع بشكل حاد شمال البلاد، حيث يكثف عناصر تنظيم “داعش” من محاولات تجميع صفوفهم مرة أخرى.
وسحبت الولايات المتحدة الأميركية، يوم الاثنين الماضي، قواتها من منطقة شمال شرق سورية قرب الحدود مع تركيا، وسط استعدادات الأخيرة لشن عملية عسكرية لتطهير هذه الأراضي من “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تنشط ضمن تحالف “قوات سورية الديمقراطية” المدعوم أميركيا في الحرب على “داعش”، وتعدها أنقرة تنظيما إرهابيا وذراعا لـ “حزب العمال الكردستاني”.
وأكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أمس الاربعاء في بيان، أن «العملية المزمعة من جانب أنقرة على شمال سورية تمثل انتهاكا صريحا لسيادة الاخيرة، وتهدد وحدة التراب السوري، وتفتح الباب أمام المزيد من التدهور في الموقف الأمني والإنساني».
واضاف أن «التوغل التركي في الأراضي السورية يهدد بإشعال المزيد من الصراعات في شرق سورية وشمالها، وقد يسمح باستعادة داعش لبعض قوتها».
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الاربعاء، تركيا إلى ضبط النفس وتجنب أي عمل عسكري في شمال سورية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن روحاني قوله، ان «تركيا لديها كل الحق للقلق بشأن حدودها الجنوبية. نرى أنه ينبغي اتباع مسار سليم لإزالة هذه المخاوف… على القوات الأميركية أن تغادر المنطقة… يتعين على الأكراد في سورية… مساندة الجيش السوري».
في الخضم، علق الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أمس أيضاً، على الانسحاب الأميركي من سورية، موكدا أن «لا يمكن لأحد أن يؤمن للأميركي ويراهن على الاتفاق معه لأن مصيره سيكون الخذلان».
وأشار، إلى أن «الأميركيين تخلوا عن الأكراد في ليلة وضحاها وتركوهم، وهذا مصير كل من يراهن على أميركا».
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن «كل التجارب تؤكد أن الأميركيين لا يحفظون حلفاءهم ولا يحترمون الاتفاقات».