العروج إلى كربلاء

وسام عباس جعيجع

قديماً…وقد كانت الأرض طـفـله
وجدنا الفراتَ دموعاً، ودجـلـه

ومنذ العراق..وأعني الزمان
ويعني العراقُ الوجودَ وقَـبلـه

ونحن نداوي جراحَ المياه
ونرسم في الطين آهاتِ نَـبلـه

نرمّـمُ ضحكتنا في الصباح
وننزف مـوّالـنا كلّ ليلـه

وكان العراقُ إذا ما استُثير
يهدّم في سكرة الغيظ عقلـه

  • * * *

ومرّ الحسينُ بنا ذات يوم
وفي راحتيه كتابٌ ونخلـه

تركنا مناجلنا والحقول
وعفنا معاولنا والمسله

وجئناه نحمل لهفاتنا
شفاهاً من الرمل يطلبن وبلـه

جناسي أحبائنا المختفين
تواريخ أوجاعنا المستغلّـه

حكايات آبائنا عن عليّ
يرقّع في ذروة الملك نعلـه

وحين وصلنا وجدنا الحسين
وحيداً… ولم نبصر الأرضَ حولـه

  • * * *

فكيف اختفت؟!… ظلّ هذا السؤال
وكنتَ السؤالَ الذي كنتَ حلّـه

وقيل: ارتفعت..
وحاشا أقول هويت..
وهل يلمس الضوءُ ظلّـه؟!

أضأت وقد أطبق الليل خيلـه
وكنت من الله دمعاً ومقلـه

وما متّ.. كلا، ولكن ولدت
وجوداً فريداً فأبدعت شكلـه

فأنت الذي ردّ للموت نصلـه
وأنت الذي أُغرِم الماءُ وصلـه

وقيل: انسكبت على موتها
نزيـــفـاً نبـيّـاً؛ فأحييتَ أهلـه

ولكنّـنا لم نجد غيرَ رأسٍ يطوف
على الكون ثغـراً وقُـبلـه

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة