لا يعرف الشوق الاّ مَنْ يُكابِدُهُ
ولا الصبابةَ الاّ من يُعانيها
قائله هو : الأبله البغدادي أبو عبد الله محمد بن بختيار .
**
مَنْ يسأل الناس يحرموه
وسائلُ اللهِ لا يخيبُ
قائله : عُبيد بن الابرص
وهو صاحب القصيدة التي أُلحقت بالمعلقات ومطلعها :
أقفر مِنْ أهله ملحوبُ
فالقطبيّاتُ فالذنوبُ
هيهات أنْ يأتي الزمانُ بمثلِهِ
إنَّ الزمان بِمِثْلِهِ لبخيلُ
البيت من قصيدة ” لابن شهاب ” – تلميذ ابن بطة – عبيد الله بن محمد حمدان العكبرى – في رثاء استاذِهِ .
عيونُ المها بين الرصافة والجسرِ
جَلَبْنَ الهوى من حيثُ أدري ولا أدرى
لعليّ بن الجهم (189-249) هجرية
كان من ندماء المتوكل ثم غضب عليه فحسبه ثم نفاه الى خراسان …
غاية الحزن والسرور انقضاءُ
ما لِحيٍّ : مِنْ بَعْدِ مَيْتٍ بقاءُ
لابن الشِبل البغدادي الحسين بن عبد الله بن يوسف .
إنّ يوم الفراق أفظع يومٍ
ليتني متُّ قبل يوم الفراقِ
البيت : لابن عبد ربه أحمد بن محمد صاحب العقد الفريد من أبياتٍ منها
ودّعتني بزفرة واعتناقِ
ثم قالت : متى يكونُ التلاقي
وَبَدَتْ لي فأشرقَ الصبحُ منها
بين تلك الجيوبِ والأطواقِ
يا سقيم الجفون مِنْ غير سقم
بَيْنَ عينيك مصرعُ العُشاقِ
واخوانٍ حسبتُهم دروعاً
فكانوها ولكنْ للأعادي
لابن فضال القيرواني (عليّ بن فضال)
وتلاه بيتان :
وخِلْتُهم سهاماً صائباتٍ
فكانوها ولكنْ في فوادي
وقالوا قد صفت منا قلوبٌ
لقد صدقوا ولكنْ من ودادي
وهو يعكس خيبة أمله في أصدقائه ، ويُثير قضية الودّ المصطنع الذي يكشف الزيف والخداع عند كثير من الأدعياء..!!
نعيب زماننا والعيبُ فينا
ولو نَطَقَ الزمانُ اذاً هجانا
لابن لنكك البصري محمد بن محمد المشتهر بروايته لتائيةدعبل الخزاعي .
احذر عدّوكَ مرّةً واحذر صديقَك ألف مرّة
لابن معتوق : علاء الدين علي بن ابراهيم (698-750 هجرية) وأردفه ببيْتٍ آخر :
فلربما انقلب الصديقُ
فكان أدرى بالمضرّة .
اشتدي أزمةُ تنفرجي
قد آذنَ ليلُكِ بالبَلَجِ
نُسبت الى (ابن النحوي) يوسف بن محمد بن يوسف (433-513 هجرية)
والبيت مطلع قصيدة شهيرة في الدعاء خمّسها وشرحها كثيرون .
وشك بعضهم في صحة نسبتها الى ابن النحوي
سألتُ الناس عن خلٍّ وفيٍ
فقالوا : ما الى هذا سبيلُ
قائله ابو اسحاق الشيرازي (393-416 هجرية)
ابراهيم بن علي بن يوسف، وقد أردفه ببيْتٍ آخر فقال :
تمسكْ إنْ ظفرتَ بودِّ حُرٍّ
فانَّ الحرّ في الدنيا قليلُ
وقد أصاب كبد الحقيقة في ما قال
هي الدنيا تقول بِمِلءِ فيها
حذارِ حذارِ من بطشي وفتكي
لأبي الفرج الساوي ،
وقد أردفه ببيت آخر فقال :
ولا يغرُرْكُم مني ابتسامٌ
فقولي مُضحِكٌ والفعل مُبكي
وهما من السهل الممتنع …
ستبدى لك الأيامُ ما كنتَ جاملاً
ويأتيكَ بالأخبار مَنّ لم تُزوِدِ
البيت لطرفة بن العبد
قَتْلُ امرئٍ في غابةٍ
جريمةٌ لا تُغْتَفَرْ
قائله : أديب اسحاق (1856-1885)، وأردفه ببيتيْن :
وقَتْلُ شَعْبٍ آمنٍ
مسألةٌ فيها نظرْ
والحقّ كالقوّة لا
يُعطاه الاّ من ظَفَرْ
وقد جرى شعره مجرى الأمثال .
راجع (الموسوعة العربية الميسرة والموسعة) ج1 ص322
وما الدهرُ إلاّ غمرة وانجلاؤها
وشيكاً وإلاّ ضِيقةٌ وانفراجُها
هو من أبيات البحتري المشهورة
جاء الشتاء وما عندي لِقُرَّتِهِ
إلاّ ارتعادي وتصفيقي بأسناني
البيت : لابن نباته السعدي، والقرّ هو البرد الشديد .
وكأنّه ينظر الى المهجريّن والنازحين من بيوتهم -وهم قد بلغوا
المليونين- من أبناء شعبنا الأعزاء ، وقد داهمهم الشتاء ببردِهِ وثلوجه ، وهم في أشدّ حالات العناء والعوز ، ليس لديهم ما يقيهم من لسع البرد فضلاً عن حاجتهم الى الغذاء والدواء .
حسين الصدر