بعد نجاح تجربة المدارس الصديقة للطفل في البصرة
البصرة ـ سعدي علي السند :
شهدت قاعة التدريب في مديرية تربية البصرة افتتاح دورة تدريبية للمدرسين والمعلمين في المدارس صديقة الطفل في المحافظة بالتعاون مع قسم الصحة العامة في دائرة صحة البصرة .
وقالت الدكتورة سرى عبد الكاظم ان الدورة تضمنت شرحا لأهم اللقاحات التي تقدم في مراكز الرعاية الصحية الأولية و تصحيح بعض المفاهيم الخاصة باللقاحات والحملة الخريفية للقاح ضد مرض شلل الأطفال كما شملت الدورة محاضرات في الإسعافات الأولية والتثقيف الصحي من خلال شرح قدمته الدكتورة حذام شاكر .
وتعد المدارس الصديقة للطفل التي ابتكرتها منظمة (اليونيسيف) الحل المناسب للسيطرة على الطفل تربويا وتعليميا وتطويره ليصبح فردا ناجحا في المجتمع اذ تم اختيار عدة مدارس من كل محافظة وقع الاختيار عليها ولدى اليونسيف خطة تسير على وفقها تتضمن عدة نقاط لتطوير تلك المدارس كي تصبح صديقة للطفل.
وتتلخص فكرة المشروع بتطوير الواقع التربوي والسلوكي في المدارس فضلا عن المناهج و التدريب والمختبرات بالتنسيق مع مجالس الآباء والمعلمين وان الهدف الأول من البرنامج هو تفعيل دور المجتمع والأسرة للاسهام في تطوير المدرسة.
وبدأ البرنامج في شهر تشرين الثاني عام 2011 وتضمن إجراء استبيان عن حالة المدارس وكل ما يتعلق بها من حيث البناية والموقع وعدد التلاميذ والمعلمين والأثاث والشهادات وبعد ذلك يتم عقد جلسات نقاش معمقة بين المعلمين وأسر التلاميذ للوصول إلى أفضل النتائج والأفكار وتثبيتها وان هذه الجلسات تناقش مشكلات المدارس وما يتعلق بكفاءة المعلمين وحضورهم وأخرى تتعلق بالتزام التلاميذ والمناهج الدراسية وساعات الدوام.
واشاد اولياء امور الطلبة بهذه التجربة كثيرا واكدوا إن هذه التجربة تعد من انجح التجارب حيث تتم مناقشة كل ما يتعلق بالطفل من سلوك إلى مستوى دراسي والعمل على معالجة أي خلل بالتعاون مع الملاك التربوي ، فيما اكدن بعض الأمهات إن الإناث هن أكثر حاجة لهذه التجربة من الذكور لان البنت تكون حساسة ودائما ما نلاحظ إهمال الأمهات لمستقبل بناتهن عكس الولد، ما يولد إحباطا لدى الطالبات وقد انهى هذا المشروع ظاهرة التسرب من المدارس التي تعد الأخطر على مستقبل التلاميذ والتخفيف من معاناة الأهل والملاكات التربوية وعلق عدد من المدرسين على هذه التجربة بأنها تحسن نفسية الطلبة وتشجعهم على الدراسة من خلال إيصال توجيهاتنا للطلبة عن طريق ذويهم ، اذ ان أطفال اليوم أصبحوا أكثر عنادا وتمردا وزادت متطلباتهم وسيطر التلفزيون والألعاب الأخرى على عقولهم، لذا فإن المدارس الصديقة تصحح مسار الطفل وتعيد اهتمامه بالدراسة وبالجوانب التربوية بالتعاون مع الأهل.
وتتجه وزارة التربية لتوسيع خططها لتأهيل مدارس صديقة للطفل والمقصود بها المدارس الجاذبة لميول ورغبات الأطفال، في ما يتعلق بوضع اللمسات التربوية والاجتماعية لبيئة مناسبة ومتكاملة تجعل الأطفال في مراحل الابتدائية يتعلقون بمدارسهم، التي تحوي وسائل المتعة من قاعات رسم وساحات لعب ورياضة، إضافة إلى ملاكات تدريسية تحسن التعامل مع الأطفال.
وبحسب الاختصاصيين فإن مشروع المدارس الصديقة للطفل تعد من أهم المشاريع، التي تنفذها وزارة التربية بالتعاون مع منظمة (يونسيف) كونه يتضمن برامج تربوية ونفسية من شأنها تحويل المدارس الابتدائية من مدارس طاردة، إلى مدارس جاذبة للطفل، ووصل عدد المدارس الصديقة للطفل الى ارقام كبيرة بعد ان تم تدريب اعداد كبيرة من الملاكات التعليمية داخل العراق وخارجه، من اجل تغيير طريقة تعاملهم مع الأطفال،على وفق منهج متكامل لزيادة تعلق الطفل بمدرسته، بعد تكثيف الاهتمام أيضا بالبنى التحتية للمدارس، وتطوير الأبنية وقاعات التدريس.
وإن خطط التوسيع وتنفيذ برامج المدارس الصديقة للطفل تطبق بمعاير دولية بعد العديد من الدراسات المكثفة التي قامت بها لجان من الخبراء المختصين.
وقد تم ارسال وفود من المشرفين التربويين والمعلمين للاطلاع على تجارب دول متقدمة نجحت في تنفيذ برامج مشابهة وتم اختيار المدارس بدقة بإشراف مديريات التربية ومن المؤمل ان توسع منظمة (يونسيف) دعمها لشمول اكبر عدد من مدارس العراق بعد نجاح التجربة .