حذام يوسف
بحضور عدد من الادباء والمثقفين، أقام نادي السرد في اتحاد الادباء جلسة خاصة ب ( سيميولوجيا الخطاب الموسيقي في الرواية )، بمشاركة الناقدة اشواق النعيمي، أدار الجلسة الدكتور كريم صبح :» – كانت لموسيقى شوبان رمزيتها القومية إلى درجة دفعت الألمان إلى وضع موسيقاه على القائمة السوداء في بولندا وحدها عام 1941، خوفاً من إثارة النزعات القومية البولندية ضد الاحتلال النازي، وفي عام 1942، في أثناء الحرب العالمية الثانية، عزف شوستاكوفيتش سيمفونيته السابعة للمرة الاولى في أثناء حصار لنينجواد-سانت بطرسبرج، أكل الناس الجلود واصطادوا القطط والكلاب، وحصدت المجاعة أرواح الكثيرين، لكنهم لجأوا إلى موسيقى وسط كل هذا، لتصبح السمفونية رمزاً للمقاومة وتحدي الحصار، وقال أحدهم: لا توجد الموسيقى بصورة محسوسة وصريحة كشخصية من شخصيات الرواية- مجازاً- فحسب، بل تجعل من الرواية نفسها، مبدعاً موسيقياً يقترب من أن يؤلف سمفونية هائلة كُتبت بالكلمات».
وتحدثت الضيفة النعيمي عن سيميولوجيا الخطاب الموسيقي في الرواية، وتحدثت قائلة:» يمثل التداخل الموسيقى كفن غير لغوي مع الرواية نوعا من التجريب الذي يهدف الى تجاوز النمطي والمالوف المتداول الى التخليق الجمالي الذي يراهن على فعل الدهشة ويتسم بالمغايرة والتنوع والثراء اختلف الحضور الموسيقي في الرواية العربية والعراقية بين استخدامها كإطار معماري او ثيمة حكائية مهيمنة او خطاب ذي دلالات تتماهى والخطاب السردي في انجاز ما يعرف بالرواية الموسيقية. تناولت في هذه الدراسة دلالات التنوع الموسيقي كخطاب معاضد للخطاب اللغوي في ثلاث روايات هي: اداجيو للروائي المصري ابراهيم عبد المجيد كم أكره القرن العشرين للروائي عبد الكريم العبيدي الضفاف السعيدة او مانفستو من سلم د. الصغير للروائي عدنان القره غولي، تتحول الموسيقى من الصوت الى نسق خطابي لغوي يحيل الى معاني المقطوعات الموسيقية.
شكل الخطاب الموسيقي في رواية اداجيو للروائي المصري ابراهيم عبد المجيد الشريان الاساسي الذي تستمد منه الرواية ديناميكية الروي الى جانب الخطاب اللغوي في تواطؤ موسيقي سردي منح الرواية هويتها المميزة وهي الجمع بين شفرات الخطاب الموسيقي والخطاب الروائي الموسيقى الفضاء المكاني المهيمن والذي يحتوي الة البيانو ابرز موجودات مسرح الحدث والعالم الذي تنتسب اليه الشخصيات البطولية ريم عازفة البيانو المعروفة في الفرقة السمفونية الغائبة في غيبوبة والحاضرة في استرجاعات ذاكرة زوجها سامر تاجر التحف عاشق الموسيقى وعازف البيانو».
تخللت الجلسة مداخلات من قبل الحضور لتختم بتسليم لوح الجواهري للابداع على بحثها موضوع الجلسة.