فلم «ألم و مجد»
الصباح الجديد ـ عائشة الدوري:
«مهرجان كان له فضل كبير على مشواري السينمائي…اعتبر نفسي «فرانكو-إسباني» هذا البلد قدم لي الكثير، و أنا ممتن لفرنسا و لمهرجانها…» بهذه الكلمات افتتح المخرج الإسباني بيدرو المودوفار المؤتمر الصحفي عقب العرض الاول لفيلمه «ألم و مجد» الذي يشارك في مسابقة الدورة ال٧٢ للمهرجان…هذا المهرجان الذي طالما احتضن المودوفار منذ بداياته مع فيلم العام ١٩٩٩ «كل شيء عن أمي» مرورا بسبعة افلام اخرى حرص المودوفار ان تشهد عرضها الاول في مهرجان كان ليصبح اسمه منذ ذلك الحين مرتبطا بهذا المهرجان الذي ترأس ايضا احدى دوراته…لكن لم يحالفه الحظ طوال هذه السنوات في ان تكون السعفة الذهبية من نصيبه.
مع المودوفار في ثمانية افلام سابقا، يؤدي في هذا الفيلم دور «سالفادور ماليو» مخرج سينمائي في الخمسينات من عمره، خفتت عنه الأضواء ولم يعد قادرا على الإبداع فيحاول استعادة مجد و بريق شهرته و ايجاد دافع جديد للعمل بعد ان فقد الشغف للحياة، للحب، للعلاقات ويبحث عن حافز جديد لإنجاز فيلم اخر. بانديراس نراه في واحد من اجمل أدواره و أكثرها صدقا و نضجا و تجسيداً لشخصية مخرج سينمائي، والذي تتطابق أوصافه الى حد كبير مع شخصية المخرج بيدرو المودوفار بمعاناته مع المرض و الادمان، مع الوحدة، مع الإحباط، مرورا بقصة حب فاشلة و حنين لقريته الصغيرة في فالينسيا التي تحمل معها ذكريات الطفولة مع والدته في ستينات القرن الماضي (تؤدي دورها بينيلوبي كروز) التي كان لها تأثير كبير على حياته فيما بعد.
المودوفار يستعرض حياته في فيلمه الاخير هذا، يجلس ليشاهد نفسه من على كرسي المخرج…يستعرض حياته الآن اكثر من اي وقت مضى. المودوفار الان لايشبه المودوفار «نساء على حافة الانهيار العصبي» ولا «تكلم معها» هو الآن اكثر ألما و شعورا بالوحدة…لعل هاجس السينما وشغف البدء بكتابة فيلم جديد هو الشيء الذي لم يتغير فيه طوال هذه السنين.
صحيح ان للمخرج بصمات شخصية من حياته كان يرميها هنا و هناك في العديد من افلامه السابقة، لكنه اكثر هدوءا و تصالحا مع نفسه في «ألم و مجد» الذي ربما يكون اكثر فيلم شخصي لالمودوفار الذي انقسمت الاّراء حوله…فعشاق هذا المخرج الإسباني الذين كانوا ينتظرون فيلما «ألمودوفاريا» جاءت توقعاتهم مخيبة للآمال، و هناك البعض الاخر الذي رأى «ألم و مجد» افضل ماقدم المخرج في سنواته الخمس الاخيرة.