إيران تزيد إنتاجها من اليورانيوم المخصّب وترجيح ببلوغه 300 كغم خلال اسابيع

في خطوة تحتمل تأجيج التوتر مع الولايات المتحدة والغرب

متابعة ـ الصباح الجديد :

في خطوة يُرجّح أن تؤجّج توتراً مع الولايات المتحدة والغرب، أعلنت إيران أنها زادت 4 مرات، إنتاجها من اليورانيوم منخفض التخصيب.
وقال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي إن مدير منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم أبلغه الاستجابة لقرار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وزيادة حجم إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 3.67 في المائة، 4 مرات بدءاً من امس الاول الاثنين.
واستدرك أن ذلك «لا يعني رفع نسبة التخصيب أو زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي، أو تغيير نوعيتها»، مشيراً إلى إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأمر. وأضاف أن طهران ستبلغ «خلال أسابيع» الكمية القصوى لليورانيوم المخصب، المحددة بموجب الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، وهي 300 كيلوغرام.
جاء الإعلان الإيراني بعد ساعات من لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نظيره العُماني يوسف بن علوي بن عبدالله في طهران. وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن الجانبين ناقشا «العلاقات الثنائية وأهم الملفات الإقليمية والدولية».
زيارة الوزير العُماني لم تكن معلنة، وتأتي بعدما اتصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالسلطان قابوس بن سعيد الأسبوع الماضي، علماً أن مسقط تُعتبر قناة خلفية لطهران مع واشنطن وعواصم غربية.
وكان لافتاً أن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت نصح الإيرانيين بـ «الامتناع عن التقليل من عزم الجانب الأميركي». وأضاف أن القادة الأميركيين «لا يسعون إلى نزاع، ولا يريدون حرباً مع إيران، ولكنهم سيردّون إذا هوجمت مصالح أميركية. وهذا أمر على الإيرانيين أن يفكروا فيه ملياً جداً». وتابع: «نحن قلقون طبعاً، ونريد نزع فتيل التصعيد». وحمّل طهران و»نشاطاتها المزعزعة للاستقرار» مسؤولية الوضع الراهن، منبهاً إلى أن المنطقة قد تشهد نزاعاً نتيجة حادث عرضي. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب كتب على «تويتر» الأحد: «إذا أرادت إيران خوض حرب، ستكون تلك نهايتها الرسمية. لا تهددوا الولايات المتحدة مجدداً». ووصف الاتفاق النووي بأنه «عرض رعب»، وقال لشبكة «فوكس نيوز»، في إشارة إلى الإيرانيين: «لا أريدهم أن يمتلكوا أسلحة نووية ولا يمكنهم تهديدنا».
وعلّق ظريف على تصريحات الرئيس الأميركي، وكتب على «تويتر» أن «ترامب يأمل بأن ينجح حيث فشل الإسكندر (الأكبر) وجنكيز (خان) ومعتدون آخرون». وأضاف: «بقي الإيرانيون واقفين لآلاف السنين، فيما رحل جميع المعتدين. الإرهاب الاقتصادي والتبجّحات عن الإبادة لن تقضي على إيران. لا تهدّدوا إيرانياً أبداً. جرّبوا الاحترام، وهذا ينجح».
بالمقابل رفض الرئيس الإيراني، حسن روحاني، التفاوض مع الولايات المتحدة في الظروف الحالية التي اعتبر أنها تتطلب المقاومة والصمود.
وقال روحاني، في كلمة ألقاها، امس الاول الاثنين، خلال اجتماع مع مجموعة من رجال الدين الإيرانيين: «إننا متفقون، لحسن الحظ، على ضرورة التصدي للولايات المتحدة وعقوباتها، ولا اختلافات بين الشعب والسلطات في هذا الموقف».
وتابع روحاني أن «العدو أراد دائما أن نكون نحن من يبادر بالمواجهة والتصعيد، لكن ما يجب تسجيله هو أن إيران لم تفعل ذلك».
وأشار الرئيس الإيراني إلى أنه من أنصار التفاوض والدبلوماسية، لكنه غير موافق على اتباع هذا النهج في الظروف الراهنة، موضحا أن «الظروف اليوم غير مواتية للتفاوض، بل تنص على المقاومة والصمود».
وأشار روحاني إلى أنه خلال «السنة الماضية، توسط أكثر من 5 رؤساء دول كبرى لدي لنبدأ مفاوضات مع أمريكا، لكننا رفضنا».
وتابع الرئيس الإيراني: «اقتصادنا لم يصل إلى طريق مسدود، ونعيش ظروفا أفضل بكثير مما عشناه قبل أسابيع بفضل وحدتنا والتخطيط الجيد».
ويأتي تصريح روحاني بعد أن نفى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر «تويتر»، التقارير الإعلامية التي وصفها بالمزيفة حول محاولات الولايات المتحدة إطلاق مفاوضات مع إيران لتخفيف التوتر الحالي بينهما، لا سيما وسط مخاوف متزايدة من اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين، في ظل التطورات الأخيرة وخاصة إرسال البنتاغون مجموعة سفن حربية بقيادة حاملة الطائرات «Abraham Lincoln» رفقة قاذفات من طراز «B-52» إلى منطقة الخليج بسبب «تهديدات إيرانية» للقوات الأمريكية وحلفائها.
وقال ترامب: «إيران ستتصل بنا عندما تصبح جاهزة، في حال حدوث ذلك، وقبله سيستمر الاقتصاد الإيراني بالانهيار».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة