حماية الطفولة

أعطونا الطفولة, أغنية وأمنية لن تتحقق إلا بتضافر جهود الدولة لإعادة البسمة الى وجه كلّ طفل مشرّد سُجنت براءته وراء قضبان الشارع! فالطفولة زينة كلّ بيت وربيع كلّ أسرة، والأسرة هي صانعة الطفولة. لذا علينا كمجتمعات حديثة أن نكثّف الجهود للقضاء على ظاهرة التسول السلبية والخطيرة والتي هي بمنزلة مرض أو وباء، إذا لم نعالجها، انتشرت واستشرت ومزقت جسد المجتمع.
اطلق مصطلح أطفال الشوارع على الأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد والذين يعيشون في الشوارع، كما ويعرف هؤلاء الأطفال بأنهم لا يتمتعون بالحماية الكافية ولا الإشراف عليهم أو توجيههم من قبل أشخاص بالغين مسؤولين.
ومن اسباب زيادة ظاهرة تسول الاطفال او تشردهم التفكك الأسري بأشكاله المتعددة، وتشمل الهجر والطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو سفره. والأوضاع المعيشية السيئة وارتفاع نسبة البطالة، إذ توجد عائلات كاملة تعيش من دون معيل، مما يؤدي ذلك إلى دفعهم بأطفالهم للشوارع للعمل أو التسوّل أو غير ذلك، إضافة إلى التسرُّب من التعليم والمدارس. انتشار التجمعات العشوائية التي تفتقر للظروف المعيشيّة الجيدة التي تمثّل البؤر المستقبلية لأطفال الشوارع. وسوء معاملة الآباء والأمهات لأطفالهم، مما يؤدّي ذلك إلى هربهم وخروجهم للشارع.
لذا فان أكبر نتائج تشرُّد الأطفال هو التحوُّل للجريمة، فمن أخطر النتائج هو استقطاب المنظماتِ الإجراميةِ عدداً كبيراً من هؤلاء الأطفال وجلبهم للعمل معهم، واختلاط الأطفال بذوي السوابق الإجرامية، مثل: مدمني المخدرات، والسارقين، والقتلة. لجوء العديد من الأطفال إلى القبول بظروف عملٍ سيئة صعبة جداً للحصول على قوت يومهم، وقد يلجأ البعض الآخر إلى الطريقة الأسهل للكسب وهي السرقة أو العمل لدى المنظمات الإجراميّة. وظهور جيلٍ من الأطفال يعاني من اضطراباتٍ نفسية وأمراض فسيولوجية عديدة، حيث إنَّ تشرُّدهم في سنّ المراهقة الذي يُعدُّ سن تطوُّر شخصيتهم يساعد في تكوين شخصية مضطربة. وإصابة الأطفال بالأمراض المزمنة مثل التيفوئيد والأمراض الجنسيّة والجلدية بما فيها الجرب وغيرها.
ومن الحلول التي نراها لهذه لظاهرة انشاء مؤسسات تربوية وتأهيلية خاصةٍ بالأطفال المشردين. إيجاد قوانين سريعة خاصة بظاهرة التسرب من المدارس التي تعد خطوة مهمة في مشكلة تشرد الأطفال. إيجاد الهيئات التي تُعنى بالمشكلات الأسرية والاجتماعيّة للتقليل من أعداد العائلات المنفصلة. تفعيل دور مؤسسة الضمان الاجتماعيّ لمساعدة الأسر الفقيرة والحدِّ من ظاهرة إخراج الأطفال من المدارس للعمل في ظروف معيشيّة صعبة بهدف إعالة عائلاتهم. وضع الأطفال المدمنين للمخدرات في مصحات نفسية ودور رعاية خاصّة، وتأهيلهم ليصبحوا عناصر فعّالة في المجتمع.

القاضي عبد الستار بيرقدار

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة