بالمناسبة..

بمناسبة انطلاق حكومة العبادي الذكورية والعرجاء معا ، وافتقارها الى التمثيل النسوي، وهو تمثيل شعبي أكبر واقوى من تمثيل الكثير من النواب الذكور وخارج الكوتا الدستورية..!!
اقدم للسادة الوزراء ورئيسهم والنواب ورئيسهم معا انموذجا لمدينة برازيلية تقطنها 600 امرأة لا يُسمح لذكورها البالغين البقاء فيها سوى في عطلة نهاية الأسبوع، من الازواج والاولاد والاخوان وابناء العمومة من العشيرة نفسها والفخذ نفسه .. وهي مدينة تقع في الريف البرازيلي ، وهي عالم خالص وصاف وبعيد عن كل المناكفات السياسية كما انهن لايشغلن بالهن كثيرا بوزارات حقيقية او بالوكالة أو بجوقة من نواب الرئاسات ، خوفا من انهيارعملية سياسية ما ، فالمدينة البرازيلية الريفية النسائية الخالصة لاتعرف شيئا اسمه العملية السياسية ولا تريد ان تعرف ذلك ، خصوصا اذا كانت على الطريقة العراقية ..!
بعض من هؤلاء السيدات اللواتي يعشن في تلك المدينة متزوجات بالفعل، ولديهن عائلات، لكن أزواجهن وأي أبناء لديهن ممن تزيد أعمارهم على 18 عامًا يذهبون إلى العمل بعيدًا عن المدينة، ولا يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم، إلا خلال عطلات نهاية الأسبوع.
و تتولى النساء في هذه المدينة مسؤولية كل جانب من جوانب الحياة، بدءا من الزراعة وحتى تخطيط المدن وكذلك الدين.
ونقلت صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن سيدة تدعى روزالي فرنانديز، 49 عامًا، قولها: «هناك الكثير من الأشياء التي تفعلها السيدات أفضل من الرجال. ويمكنني القول إن تمكين المرأة هنا جعل مدينتنا أفضل، أجمل، أكثر تنظيمًا وأكثر تناغمًا وانسجامًا».
وحين تنشب مشكلات أو خلافات، فان حلّها يتم على الطريقة النسائية الخاصة بهذه المدينة، بتوافقات حقيقية ، لاتشبه توافقات عمليتنا السياسية ، بدلًا من الدخول في صراعات لاطائل من ورائها..
والمدينة صافية من أي نوع من انواع الفساد المالي والاداري فالنساء فيها يتقاسمن كل شيء، حتى الأرض التي يعملن فيها. ولا يتنافس أحد مع غيره هناك، فانتفت الحاجة الى هيئة للنزاهة وتشارك فيها النساء لشراء شاشة تلفزيونية كبيرة لمشاهدة المسلسلات ومنها مسلسل «فنتازيا جلسات النواب» او «أصول تشكيل الحكومات» .. وتقول احدى القاطنات انهن بشعرن بالمتعة من مشاهدة مسلسلات غريبة من هذا النوع !!
واعترفت سيدة أخرى، تدعى نيلما فرنانديز، 23 عامًا، أن الرجال الذين يقابلوهن إما أن يكونوا متزوجين أو أقرباء لهن ، موضحةً أن جميعهم أولاد عمومتهن، وأنها لم تقم بتقبيل أي من الرجال منذ فترة زمنية طويلة..واكدت أنهن يردن العيش هنا، ولا يرغبن في مغادرة المدينة تحت أي ظرف ليعثرن على أزواج ..
ورفضن دخول الصحف الى المدينة ، لانها ،حسب قولهن ، مملوءة باكاذيب السياسيين وصراعاتهم على المناصب والكراسي، مستشهدات بالعديد من النماذج الشرق اوسطية ومنها العراق..!
والمدينة لايوجد فيها مركز واحد للشرطة ، ويمنع فيها اطلاقا دخول أي نوع من الاسلحة بما في ذلك بنادق الصيد ، فالجميع هنا، حسب روزانا 33 عاما، اصدقاء للحيوانات ولا حاجة لأي نوع من الابادة لأي من الكائنات الحيّة، حتى ان الحيوانات المتوحشة الطارئة على المدينة تحولت الى حيوانات أليفة مع مرور الزمن ..
وعندما سألهن مندوب الصحيفة ، ان كن قد سمعن بمفردات مثل داعش والميليشيات والمربع الاول والبراميل المتفجرة ، استغربهن من هذه الاسماء وقلن بالحرف الواحد انهن لايردن معرفة مثل هذه الغرائب عن مدينتهن الجميلة ..
عامر القيسي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة