متابعة الصباح الجديد:
عشرون شخصاً في العراق ينجحون بتخطي العوائق والحواجز التقليدية السائدة، اذا انضموا إلى ورشة غير مألوفة، تحت عنوان (العلاج بالفن تعرف عالمياً باسم «Art Therapy») .
من خلال الورشة يتلقى المشاركون على مدار يومين من كل أسبوع علاجهم بأدوات فنية وفكرية للتخفيف من الضغوطات الاجتماعية والنفسية التي يعانون منها.
المواهب ليست شرطاً هنا
وحول مشاركتها في الورشة أوضحت فيروز فرقد، مدرسة لغة إنجليزية «أعاني الاكتئاب منذ فترة وعلى فترات متقطعة وكنت أراجع طبيباً نفسياً بالرغم من عدم وجود مثل هذه الثقافة في العراق وقررت تجربة هذا النوع من العلاج لأنه يجمع اثنين من الأشياء التي أحتاجها الفن والعلاج معاً، والأهم أنه لا يحتاج إلى مواهب».
وتتابع فرقد وهي تلملم بعض الأدوات المستعملة في الورشة «تعلمت من هذا الفن العلاجي الكثير مثل الحصول على الإلهام من أشياء بسيطة».
وأضافت «كما أنني أستطيع ممارسة الفن بالرغم من عدم كوني فنانة، سعيدة بهذه التجربة وزوجي سعيد بتجربتي أيضا ًويشجعني عليها».
أما حكيم ناصر (عامل في مجال الأصباغ) حضر الورشة بملابس عمله إذ لم يجد وقتاً للذهاب إلى المنزل قال إن «العلاج بالفن عنوان غريب كوننا في العراق. المألوف بالنسبة لدينا هو العلاج الطبي».
وأضاف «تعلمت أن الفن يدخل بمفاصل الجسم بأكمله وممكن أن يساعد ويسهم في العلاج ويمنح كثيراً من الإيجابية.».
وتبدو التجربة لحكيم مهمة اجتماعية إذ بيّن أنه لاحظ الانسجام العالي بين المشتركين على اختلاف انتماءاتهم.
وأردف «على سبيل المثال أنا من مدينة الصدر وبعيد كل البعد عن هذا الجو لكن بدأت أعتز جداً بالورشة ومن فيها».
خلطة بين الفن والعلم
ويبين القائمون على هذه الورشة في مؤسسة بيت تركيب (أهلية، تعنى بدعم الفنون المعاصرة) أنهم استشعروا أهميتها وقرروا تجربتها لأول مرة وكان «نجاحها وتقبل المشتركين لها مفاجئاً».
عن ذلك تتحدث مديرة المؤسسة ومنسقة معهد غوتا الألماني في العراق هيلا ميفس «العلاج هو خلطة بين الفن والعلم نستعمل الرياضيات، الموسيقى، وأشياء مؤثرة سيكولوجياً، وأهم شيء نعمل عليه هو تطوير الإنسان باستعمال تقنيات فنية».
وتضيف، «بدأنا أول ورشة من هذا النوع لمدة شهر، بحضور عشرين مشتركاً ، الورشة مجانية وليست هناك سوى أجور رمزية بسيطة للتسجيل».
وتتابع «الورشة مفتوحة ومتاحة للجميع وليس هناك شروط محددة للالتحاق بها، وسنحرص على أن يكون هناك المزيد منها في الفترة المقبلة».
فريق لا قادة
وعن أهداف الورشة قال العازف العراقي والمدرب أمين مقداد «تم إدخال كثير من مجالات الفن مثل الرسم والكتابة والرقص والأدب والموسيقى والتمثيل وفنون السيرك، جميعها لديها تأثير مجتمعي وسيكولوجي عميق على المشتركين».
وذكر أنه «في هذه الورشة يتم العمل على بناء فريق ينتمي للمدينة.. ويمنع صناعة القادة».
ويتابع، «جميع المشتركين كان لديهم شك في جدوى هذا النوع من العلاج بالبداية، لكن الآن بدأ يتطور الأمر لديهم وأصبحوا يبدون الكثير من الاحترام لهذا الأسلوب».