النمر الداعشي الكارتوني

تدفع الأثمان الباهظة تلك القوى التي تختار الدجل والأكاذيب والادعاء بالحياد عن طريق الحق الواضح الهوية والواضح الأهداف. الشعب العراقي يقف هنا على أرضه وعلى مدنه وعلى قراه وعلى مقدراته التاريخية، بينما تقف العصابات الإجرامية المأجورة المبتذلة على الطرف الآخر. هذه المعادلة السياسية واضحة وضوح الشمس. الذين يقفون بصف العراق من الشباب والجيش هم أناس وطنيون مخلصون يسجل لهم التاريخ هذه المآثر العظيمة. الذين يقفون بالصف الآخر ممن لا يتمتعون بصفة الولاء للوطن وللعراق، ممن ارتهنوا أنفسهم وأموالهم السحت وأولادهم بالباطل بالضد من وطنهم وخضعوا لأجندات عربية خبيثة وغربية شرسة السلاح تكيد بهم شر المكائد وتسخرهم كما كان يفعل بهم العثمانيون في زمن الاحتلال العثماني. أولئك القطعان من البشر والعشائر سوف يذوقون السم الزعاف، وسوف يبكون على الأطلال بعد حين.
العراق أكبر من داعش ومن رئيس أكبر رأس في جميع عشائر العراق شمالا وجنوبا، شرقا وغربا. العراق أكبر من الأذناب التي تبيعه للخارج واكبر من ان يبيعه بسوق النخاسة زعيم عشيرة ملفق وتافة. العراق أكبر من الجميع.
لعبة داعش الإرهابية بالعراق لا تنطلي على العراقيين المتمرسين بالشأن السياسي العراقي. خلق هذا الوحش الفتاك الضاري الذي استطاع بين لحظة وأخرى السيطرة على مناطق واسعة من العراق تحت خيانات أجهزة عسكرية وأمنية يدخل في لعبة المخابرات الغربية المدروسة ذات الأهداف الواضحة لتفكيك العراق وبنيته الاجتماعية.
إنها صناعة أجهزة مخابرات محترفة تروم إلى تهديم المجتمع العراقي من بنيانه الأسفل، أي من قاعدته الاجتماعية المتينة. نجح هذا المشروع الخطير بالكثير من المفاصل الحيوية لكنه يواجه شعبا عصيا على السيطرة كيف ما يشاء ومتى ما يشاء. الشعب العراقي شعب مسالم ومحب للحرية ورقيق الحشا ثقافيا، لكنه يتحول إلى أكثر الوحوش شراسة عندما يحين الوقت للقتال في سبيل المبادئ الوطنية والشرف والأخلاق والأعراف الاجتماعية.
تنظيم داعش بالعراق أسطورة دموية كارتونية سافلة ترجع أصداءها لنظام العصابات المجرمة التي حكمت العراق عن طريق الترويع والقتل المجاني والعنف الهمجي الذي لا يعرفه المجتمع العراقي المسالم والمثقف والحضاري بطبيعته العادية وسجيته الأصيلة. ومن ثم مجاله الحيوي الاجتماعي اليومي المبني على التكاتف والمحبة والتضامن والشرف. عندما أستخدموا عصابات أبو طبر لذبح العراقيين بالمجان في ظل رجال مخابرات أوغاد يقودون دولة كبيرة كالعراق عن طريق العنف والهمجية المنفلتة. سوف نفضحهم غدا وبعد غد. إنهم في وحل الخيانة الوطنية ووحل التاريخ. لا قيمة لسياسي يبيع وطنه في سوق النخاسة وسوق العبيد للمجرمين والأوغاد في دوائر المخابرات الأجنبية.

علي عبد العال

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة