الفرقة السيمفونية العراقية تدمج بين الأوركسترا والمقام

أحلام يوسف
احتضنت خشبة المسرح الوطني حفلا موسيقيا للفرقة السيمفونية العراقية بقيادة المايسترو علي خصاف، قدمت خلالها الفرقة مجموعة من السيمفونيات العالمية، واغان من التراث.
كانت الافتتاحية مع معزوفة الطائر السارق النقاق لجياكونو روسيني، ثم معزوفة رقصة البكانالا من اوبرا شمشون ودليلة، كما عزفت الفرقة، السيمفونية الأشهر ليوهان شتراوس، فالس الدانوب الازرق.
وبعد تقديمهم لمجموعة السيمفونيات تلك تقدم المايسترو علي خصاف محدثا الجمهور عن تجربة تعد جديدة في عالم الموسيقى، تتمثل بالدمج ما بين الأغاني التراثية وموسيقى الأوركسترا، وطلب من الجمهور ابداء الرأي فيما يخص هذا النوع من الغناء.
قدم الخصاف على المسرح قارئ المقام نمير ناظم مع المطربة غادة واصف الذين اديا مجموعة من الأغاني التراثية المعروفة، بمصاحبة الموسيقى الأوركسترالية.
تفاعل الجمهور كثيرا مع هذا النوع من الأداء، لكن بعضهم وجد ان الغناء العراقي لا يمكن ان يؤدى الا مع الآلات الشرقية البحت كي تضيف له عبق التراث الأصيل، ومنهم عمر الجبوري المقيم في هولندا والذي جاء بصحبة ابنتيه اللتين تزوران العراق لأول مرة، اذ قال:
– تجربة جميلة، لكن بصراحة انا أجد ان الاغنية العراقية لا يمكن ان تتكامل جماليتها، الا مع العزف على الآلات الشرقية فحسب، نعم كان هناك الة العود والقانون، لكن الموسيقى الأوركسترالية كانت هي الطاغية على الصوت والمشهد كله، لقد اصطحبت ابنتي هنا لتستمعا الى معزوفات الفرقة السيمفونية التي كانت رائعة، وأيضا للاستمتاع بالأغاني العراقية التراثية، بنحو عام خرجنا سعيدين منتشين بكل الجمال الذي رسم على خشبة المسرح.
عزفت الفرقة قبل الختام موسيقى ولفغانغ اماديوس وموتزارت سرنيد الوتريات/ليلة موسيقية صغيرة، وايضا الكابريس الإيطالي لتشايكوفسكي.
بدأت فرقة الأوركسترا السيمفونية الوطنية في العراق شوطها الموسيقي في أربعينيات القرن الماضي لكن تم الإعلان عن تأسيسها رسمياً عام 1959م وتعد اوركسترا السيمفونية العراقية من أقدم الفرق السمفونية في العالم العربي.
تعرضت مكتبتها الموسيقية ومخازن الآلات الموسيقية التابعة لها إلى عملية نهب عقب سقوط النظام السابق في عام 2003. كما تعرض عدد من أفرادها إلى عمليات خطف، في حين أن البعض الآخر قد قتل نتيجة أعمال العنف التي عصفت بالعراق بعد احتلاله كما وجهت للبعض الآخر تهديدات بالقتل، وفر 29 من اعضاء الفرقة إلى خارج البلد، لكن الفرقة حاولت ان تبقي على نشاطاتها، وبعد استقرار الوضع الأمني عاودت نشاطها السابق وسط فرح الجمهور الذي وجد فيها عودة للحياة الطبيعية في العراق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة