مطالبات بتوفير النفط الأبيض للعائلات والمدارس
نينوى ـ خدر خلات:
مع انخفاض درجات الحرارة الى مستويات متدنية عابرة حاجز الصفر المئوي، وفي ظل تنبؤات جوية بموجات برد مقبلة، تزداد المخاوف لدى الالاف من العائلات النازحة من اهالي محافظة نينوى والقاطنة بمخيمات تتناثر في جنوب الموصل وفي محافظتي دهوك واربيل ايضا، فيما الحصول على 20 لترا من النفط الابيض بات حلما للكثيرين منهم.
“كنا صغارا ونسمع عن مخيمات الفلسطينيين مع عبارة مفادها انهم يسكنون بخيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، وهذه العبارة الموجعة باتت تنطبق علينا ونحن نعيش كنازحين في مخيم حسن شام (20 كلم شمال شرق الموصل) حيث البرد هذا الشتاء قارس جدا وربما لم يأتنا شتاء مثله منذ 20 عاما مضت، فيما الاخبار تقول ان هنالك موجات برد وصقيع مقبلة”. هذا ما قاله العم فيصل جمعة القاطن بالمخيم والبالغ نحو 55 عاما.
واضاف “بتنا نحلم بالحصول على النفط الابيض، هنالك عملية توزيع مستمرة، لكنها متأخرة جدا، البرد داهمنا مثلما داهم غيرنا، ونحن نحتاج للمزيد من النفط الابيض لمواجهة هذا الشتاء”.
و عدّ جمعة ان “الحصول على عبوة من النفط الابيض سعة 20 لترا بات حلما للكثيرين، علما ان النفط الابيض متوفر في السوق السوداء وبسعر 13 الف دينار لكل 20 لترا.. لكن من اين يمكننا توفير هذه المبالغ؟ تساءل وختم حديثه.
من جانبه قال الاعلامي الموصلي احمد الزيدي لـ “الصباح الجديد” ان “مشكلات النازحين بسبب عدم تسلم الكثيرين منهم لمادة النفط الابيض تعمقت وتضاعفت، واضيفت لمشكلات ومعاناة اخرى لا مجال لذكرها.
، علما ان توزيع هذه المادة بدا متأخرا نسبيا هذا الموسم وكان ينبغي البدء بالتوزيع منذ نهاية الصيف الماضي كي لا يكون هنالك زخم شديد على الاليات الحوضية المختصة بنقل المشتقات النفطية”.
وبحسب ارقام شبه رسمية فان عدد النازحين من اهالي محافظة نينوى يربو عن الـ 700 الف نازح يتوزعون في نحو 20 مخيما، فضلا عن الاف منهم يقطنون بهياكل غير مكتملة البناء او بيوت مستأجرة في الموصل ومدن اخرى قريبة منها.
واشار الزيدي الى ان “النقص في النفط الابيض لا يشمل النازحين في المخيمات فقط، بل يمس حياة عشرات الالاف من العوائل الفقيرة والمعوزة التي تقطن بمدينة الموصل واغلبها تعاني من ضائقة مالية بسبب البطالة المتفشية في عموم نينوى”.
داعيا الى “ضرورة الاسراع بتوزيع النفط الابيض على النازحين والمواطنين، لمواجهة برد هذا الشتاء، مع توفير العلاجات والادوية الخاصة بالامراض التي تتفشى في الشتاء بين الاطفال وباقي الشرائح الاجتماعية”.
اما الناشط الموصلي اياد حسين الحيالي فيقول ان “الشحة في النفط الابيض في ظل هذا الشتاء تدفع بالكثير من اولياء امور التلاميذ بالاحجام عن ارسال ابنائهم للمدارس، لان الصفوف باردة جدا وتهدد صحة التلاميذ الصغار”.
وتابع “من الامور التي عقدت مسألة مواجهة البرد القارص هذا الشتاء، هو سوء الطاقة الكهربائية الوطنية التي يتم عبرها توفير مصادر للتدفئة سواء في المنازل او حتى في خيام النازحين، وبالتالي فان هنالك من يعاني من البرد في بلد يطفو على النفط، وهذا امر مضحك ومبكي في آنٍ واحد”.
ويرى الحيالي ان “الاستعدادات الحكومية لهذا الشتاء لم تكن بالمستوى المطلوب، حيث اننا لاحظنا غرق شوارع وسقوط قناطر وجرف جسور اثناء موجات الامطار المنصرمة آنفا، ويضاف لذلك التوزيع المتأخر للنفط الابيض على الاهالي والنازحين، وهذه الامور يجب عدم تكرارها مستقبلا، علمـا انهـا حق بسيط من حقوق المواطن العراقي”.
وضربت العراق عموما موجات من الامطار طوال الاسابيع الماضية، اعقبتها موجة برد وكتلة هوائية باردة، فيما تتحدث مصادر مختصة عن موجات قادمة قد تستمر وبشكل متقطع لمنتصف شباط/ فبراير المقبل.
البرد القارس يعمق معاناة نحو 700 ألف نازح في نينوى
التعليقات مغلقة