العمل الميداني يمنح الصحفي قوة ومصداقية

مديحة البياتي لـ «الصباح الجديد»:
بغداد ـ فلاح الناصر:

كانت بدايتها في ميدان الصحافة، كاتبة في إحدى الصحف التي صدرت بعد ٢٠٠٣ ، وقد كتبت عن هموم المرأة وتحقيقاً عن احدى الأزمات ، لكنها لم تلقى سوى غبن الحقوق اسوة بالعديد من الصحفيات اللواتي وجدن تهميشاً واضحاً، هذا لم يحبط معنوياتها، بل زادها ثباتاً لتقدم اوراق اعتمادها في العام 2004 إلى صحيفة المدى، وهنا كانت نقطة التحول، حيث وجدت ترحاباً وأخذت تنشر لها أسرة الصحيفة الموضوعات بشكل شبه يومي ، ومنها انطلقت إلى بقية العديد من الصحف، إلى جانب الكتابة في مجلات (نرجس وبغداد ومرآة وألف باء)، هذه مسيرة الصحفية، مديحة البياتي، التي كانت ضيفة على صحيفة «الصباح الجديد» في هذا اللقاء:

* برأيك كيف تصمد المكتوبة في ضوء الثورة الألكترونية؟
– نعم هنالك تأثير كبير ، لكن الصحافة الورقية المطبوعة لن تموت أبدًا ما دام الإنسان يحتاج إلى الوثائق وإلى آرشفة المعلومة ، الإعلام «العنكبوتي» يعامل على أنه وهمي! ومعلوماته غير موثوقة بحسب كلام الناس، واذا اردت إثبات مصداقيته ما عليك سوى سحبه وطباعته على الورق ليكتسب الثقة الإعلامية، وهذا هو الفرق بلا رتوش.

* حدثينا عن الصحف التي تنشرين فيها، وما النوع المفضل لديك من أنواع الفنون الصحفية ؟
– انشر حالياً حوارات وتحقيقات في صحف النهار، الحقيقة، طريق الشعب، وحالياً ادرس عرضا بإدارة تحرير احدى المجلات التي ستصدر قريباً. ومن خلال ممارستي لأغلب فنون الصحافة وجدت نفسي كثيرا في تحرير الصفحات الخاصة بالمرأة، وكذلك عمل التحقيقات الاستقصائية التي اثبت فيها جدارة كبيرة في إحدى الورش الصحفية التي أقيمت في بيروت، حيث حصل تحقيقي الذي كتبته من هناك على أعلى تقييم من بين جميع محاولات الزملاء في الورشة وبشهادة خبراء عرب وأجانب، وبعد عودتي من بيروت تم نشره في احدى الصحف العراقية (طريق الشعب) وكان عنوان التحقيق (العراقيون في سوريا ولبنان . بين المهجرين واللاجئين) شاركت بالمسابقة التي اقامتها النقابة الوطنية للصحفيين في دورتها الاولى وقد حصلت على المركز الاول ومن دون مناصفة.

* قلة صحفيات ميدانيات.. ما السبب؟
– هذا أمر مؤكد .. وأسبابه معروفة منها ما هو اجتماعي ، ومنها ما يتعلق بحقوق الصحفي التي تفتقدها اغلب مؤسساتنا الإعلامية.

* المرأة ما زالت مهمشة في مجتمعنا .. ماذا عن حواء الصحفية ؟
– تهميش المرأة إفراز طبيعي لسيطرة « النظرة القبلية» التي ترى الذكر فقط وتستعر من الأنثى ، أما حواء الصحفية فاعدادها بدأت تتضاءل بشكل واضح للأسف ما دام رؤساء التحرير ومالكو الصحف يفضلون الشكل الخارجي على حساب الثقافة والحضور والمستوى المهني والإعلامي.

* ما هواياتك الأخرى؟
– المطالعة والسفر وحضور الملتقيات الفنية، والطبخ.

* ما أبرز الإنجازات التي حصلت عليها في مجال اختصاصك الصحفي؟
– جائزة منظمة اليونسكو العالمية عن أفضل تحقيق صحفي بالتعاون مع منتدى الاعلاميات العراقيات عام ٢٠١٧. الحصول على المركز الأول لأفضل تحقيق صحفي في المسابقة التي أجراها اتحاد الصحفيين عام ٢٠١٥. حصولي على شهادة الدكتوراه الفخرية من قبل الاكاديمية الدولية للدراسات في سويسرا وشهادة الدكتوراه الفخرية من معهد التاريخ للعلماء والمؤرخين واختياري أفضل صحفية للعام 2015 واخرها تكريمي بوسام الابداع والتميز من قبل قائممقام الاعظمية الدكتور عصام العبيدي هذا العام.

* ماذا تعني لك الصحافة والنجاح؟
– الصحافة وسيلة تعبير، وصوت من لا صوت له، عبرت من خلالها عن همومي الشخصية وهموم أبناء شعبي، وهي بالنسبة لي اكثر من «سلطة رابعة»، وقد أحدثت كتاباتي الكثير من ردود الأفعال لدى السلطات بدءا بسلطة الاحتلال سابقاً وانتهاءً ببعض الوزارات الحكومية حاليا، وهو ما يؤكد مهنيتها ومصداقيتها، وأنا أثمن واشكر كل مسؤول يستجيب لما يكتب في الصحافة.

* العمل الميداني جميل وصعب بالوقت نفسه؟ ماذا استفدت من الميدان؟
– العمل الميداني يعطي الموضوع قوة ومصداقية، ومعايشة الحالة تعطي الصحفي شعورا بمعاناة الناس تجعله اقرب لوجعهم ، لا أنكر صعوبة المهمة ، لكن ثمرتها حلوة المذاق.

* الصحفي بعيد عن الشهرة؟ .. لماذا ؟
– لأننا في بلد لا يصنع النجوم مقارنة مع بلد كمصر مثلا ، القاص والروائي عندنا غير مشهور ، وكاتب الأغنية وملحنها كذلك ، وأيضا التشكيلي والإذاعي والمسرحي والمخرج والكثير من الشعراء ، والصحافة تنتمي إلى الفنون الإبداعية التي يتم تجاهل شخوصها بقصد وبدون قصد ، وإذا ما أراد الصحفي أن يحصل على الشهرة فما عليه سوى التوجه لإحدى الفضائيات المعروفة وتقديم أحد البرامج الساخنة التي تعتمد التهويل والمبالغة والفبركة في بعض الأحيان ، وهذا كله يصب في إبقاء الاحتقان وتغذية الصراعات وهو برأيي يخرج عن الرسالة السامية للإعلام.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة